الرابع : قد عرفت ثواب صيام يوم الغدير ، وأنه إلى غاية الغاية ولا ينافيه استحباب إفطاره فيه للداعي والمدعوّ كما ورد في الأخبار (١). وكذلك ما ورد في استحباب الإفطار للمدعوّ في الثلاثة الأيام في كلّ شهر بالخصوص (٢).
وفي بعض الأخبار المرويّة عن الرضا عليهالسلام : أنّه جمع أصحابه في ذلك اليوم في بيته ليفطرهم في الليلة ، وفيه : «إنّ ثواب من أفطر مؤمناً في تلك الليلة ثواب من أفطر ألف ألف نبي وشهيد وصديق» (٣).
ويقع الإشكال فيما لو تعارضت الدعوتان ، ولعلّ الأرجح تقديم دعوة الليلة ؛ لجمعه بين ثواب الصوم وإجابته.
وكذلك الأفضل للداعي إلى الإفطار أن يختار دعوة الليل إذا تمكّن منهما معاً ، والظّاهر أنّ فعل الرّضا عليهالسلام إنّما كان كذلك.
__________________
(١) الوسائل ٧ : ١٠٩ أبواب آداب الصائم ب ٨ ، ١٤.
(٢) الوسائل ٧ : ١٠٩ أبواب آداب الصائم ب ٨.
(٣) مصباح المتهجّد : ٦٩٦ ، ٧٠٢ ، ٧٠٣ ، الوسائل ٧ : ٣٢٦ أبواب الصوم المندوب ب ١٤ ح ١١.