وترك اللذة فيه.
والذي هو مكروه صومه لأنّه عاشوراء ، لا لأجل التبرّك والتيمّن ، ولا لأجل التحزن ؛ لأنّه تشبه بالأدعياء وأعداء آل محمد.
ويبقى الإشكال في ترجيح الصوم الشرعي على وجه التحزن ، أو الإمساك إلى العصر ، والظاهر أنّ كليهما مرضيان ، لكن الثاني أرجح ، ولذلك لم يذكر الكليني في جوازه رواية أصلاً ، واقتصر على اختيار المنع (١) ، وكذلك كثير من الفقهاء (٢) ، ومع ذلك فلم يظهر قول بالحرمة من أحدنا إلا على وجه التيمّن والتبرّك باليوم ، كما يتيمّن به الأعداء.
تنبيه :
قد عرفت أنّ رواية جعفر بن عيسى تدلّ على المنع عن صوم يوم الاثنين (٣) ، ويظهر من العلامة المجلسي رحمهالله أنّ به روايات (٤) ، وقد مرّت رواية محمّد بن مروان المشعرة بنسخة (٥) ، كما هو مذهب ابن الجنيد (٦).
وأفتى العلامة في التذكرة باستحبابه (٧) ، واستدلّ عليه برواية عامية تدلّ على أنّ فيه وفي يوم الخميس ترفع أعمال العباد (٨) ، وبرواية الزهري (٩) ، وقد عرفت أنّها
__________________
(١) انظر الكافي ٤ : ١٤٥ باب صوم عرفة وعاشوراء.
(٢) انظر الحدائق ١٣ : ٣٧٥ ، والوافي ١١١ : ٧٦.
(٣) الكافي ٤ : ١٤٦ ح ٥ ، التهذيب ٤ : ٣٠١ ح ٩١١ ، الاستبصار ٢ : ١٣٥ ح ٤٤٢ ، الوسائل ٧ : ٣٤٠ أبواب الصوم المندوب ب ٢١ ح ٣.
(٤) البحار ٥ : ٣٢٩ ح ٢٩ ، وج ٩٦ : ٢٦٢ ح ٢.
(٥) الكافي ٤ : ٩٠ ح ٣ ، الفقيه ٢ : ٤٨ ح ٢٠٩ ، الوسائل ٧ : ٣٠٥ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٥.
(٦) نقله عنه في المختلف ٣ : ٥٠٥.
(٧) التذكرة ٦ : ١٩٩.
(٨) سنن أبي داود ٢ : ٣٢٥ ح ٢٤٣٦ ، سنن الدارمي ٢ : ٢٠ ، سنن البيهقي ٤ : ٢٩٣ ، وانظر البحار ٥ : ٣٢٩ ج ٢٨ ـ ٣٠.
(٩) الكافي ٤ : ٨٣ ح ١ ، الفقيه ٢ : ٤٦ ح ٢٠٨ ، التهذيب ٤ : ٢٩٤ ح ٨٩٥ ، الوسائل ٧ : ٣٠٠ أبواب الصوم المندوب