.................................................................................................
______________________________________________________
الله عليه وآله قال : تعلموا القرآن وعلّموه الناس ، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإني امرء مقبوض ، وسيقبض العلم وتظهر الفتن حتى يختلف الرجلان في فريضة ولا يجدان من يفصل بينهما (١).
وعنه صلّى الله عليه وآله : تعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإنها نصف العلم ، وهو ينسى ، وهو أول شيء ينتزع من أمتي (٢).
وهذا حض عظيم على تعلم هذا العلم ، وذلك من وجوه :
(أ) انه عليه السلام أمر بتعلّمه وتعليمه ، والأمر من الحكيم الذي لا ينطق عن الهوى دليل اشتمال الفعل المأمور به على المصلحة الراجحة.
(ب) إعلامه عليه السلام : بأنّه ينسى ، وفيه تخويف بإهمال التعلم عند إمكان الفرصة منه ، لجواز ارتفاعه عند ارادته ، فلا تجد السبيل الى معرفته. فاقتضى الجزم والاشتغال ، المبادرة اليه على الفور.
(ج) انه عليه السلام جعله نصف العلم ، وهو قليل الحجم ، يسير التناول.
وذلك دليل شرفه ، لان ما عظمت قيمته وصغر مقداره كان أشرف في الشاهد كالجواهر بالنسبة إلى الحديد.
فان قلت : ما معنى التصنيف المذكور في هذا الحديث؟
__________________
(١) عوالي اللئالي : ج ٣ باب المواريث ص ٤٩١ الحديث ٢ وقريب منه ما في سنن البيهقي : ج ٦ باب الحث على تعليم الفرائض ص ٢٠٨ س ٢١.
(٢) أورده الشيخ في المبسوط : ج ٤ كتاب الفرائض والمواريث ص ٦٧ س ٢ وأورده البيهقي في سننه : ج ٦ ص ٢٠٩ س ٣ ثمَّ قال : تفرد به حفص بن عمرو ليس بالقوى ، وفي الهامش بعد نقل (تفرد به حفص بن عمر) ما لفظه ، قلت : لم أر أحدا وافقه على هذه العبارة اللينة في حق هذا الرجل ، بل أساؤا القول فيه ، قال البخاري منكر الحديث رماه يحيى بن يحيى بالكذب ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال ابن حيان : لا يجوز الاحتجاج به بحال إلخ.