.................................................................................................
______________________________________________________
وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله : ان الله لا يقدّس امة ليس فيهم من يأخذ للضعيف حقه (١).
ولأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قيل : قد روي عنه صلّى الله عليه وآله : من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين (٢) وهذا الحديث يشعر بالترغيب عنه.
ولمّا طلب أبو قلابة للقضاء لحق بالشام ، واقام زمانا ، ثمَّ جاء فلقيه أيوب السجستاني وقال له : لو انك وليت القضاء وعدلت بين الناس رجوت لك في ذلك اجرا ، فقال : يا أيوب ، السابح إذا وقع في البحر كم عسى ان يسيح؟! (٣).
وأجيب عن الأول : بأن الحديث لم يخرج مخرج الذم ، بل المراد به بيان اشتماله على المشقة العظيمة والخطر الجسيم ، كيف لا وهو من مناصب الرسل والأوصياء عليهم السلام.
وعن الثاني : بأنّ أبا قلابة كان من التابعين فلا يقدح خلافه في إجماع الأمة ، وجاز امتناعه لاحساسه بالعجز عن القيام به ، لأنه كان محدّثا لا فقيها ، قاله الشيخ رحمه الله (٤).
(الرابعة) يحرم على غير الواثق من نفسه بالقيام ، توليه وقوله.
__________________
(١) عوالي اللئالي : ج ٣ ص ٥١٥ الحديث ٥ ولاحظ ما علق عليه ورواه الشيخ في المبسوط : ج ٨ كتاب آداب القضاء ص ٨٢ س ١١.
(٢) عوالي اللئالي : ج ٣ ص ٥١٦ الحديث ٦ ولاحظ ما علق عليه ، ورواه الشيخ في المبسوط : ج ٨ كتاب آداب القضاء ص ٨٢ س ١٩ وتمام الحديث (قيل : يا رسول الله ، وما الذبح؟ قال : نار جهنم).
(٣) عوالي اللئالي : ج ٣ ص ٥١٦ الحديث ٧ ولاحظ ما علق عليه.
(٤) المبسوط : ج ٨ كتاب آداب القضاء ص ٨٢ س ٤.