وأيضا فالأصمعى كان منسوبا إلى الخلاعة ، ومشهورا بأنه كان يزيد فى اللغة ما لم يكن منها.
والعجب من الأصوليين : أنهم أقاموا الدلائل على خبر الواحد أنه حجة فى الشرع ، ولم يقيموا الدلالة على ذلك فى اللغة ، وكان هذا أولى ، وكان من الواجب عليهم أن يبحثوا عن أحوال اللغات ، والنحو ، وأن يتفحصوا عن أحوال جرحهم ، وتعديلهم ، كما فعلوا ذلك فى رواية الأخبار ، لكنهم تركوا ذلك بالكلية مع شدة الحاجة إليه ، فإن اللغة ، والنحو ، يجريان مجرى الأصل للاستدلال بالنصوص .. انتهى.
قال الأصبهانى : وأما قوله : وأورد ابن جنى بابا فى كلمات من الغريب لم يأت بها إلا الباهلى ، فاعلم أن هذا القدر وهو انفراد شخص بنقل شىء من اللغة العربية لا يقدح فى عدالته ، ولا يلزم من نقل الغريب أن يكون كاذبا فى نقله ، ولا قصد ابن جنى ذلك.
وأما قول المازنى : ما قيس إلى آخره ، فإنه ليس بكذب ولا تجويز للكذب ، لجواز أن يرى القياس فى اللغات ، أو يحمل كلامه هذه القاعدة وأمثالها ، وهى أن الفاعل فى كلام العرب مرفوع ، فكل ما كان فى معنى الفاعل فهو مرفوع.
وأما قوله : إن الأصوليين لم يقيموا إلى آخره ، فضعيف جدا ، وذلك أن الدليل الدال على أن خبر الواحد حجة فى الشرع ، يمكن التمسك به فى نقل اللغة آحادا ، إذا وجدت الشرائط المعتبرة فى خبر الواحد ، فلعلهم أهملوا ذلك ، اكتفاء منهم بالأدلة الدالة على أنه حجة فى الشرع.
وأما قوله : كان الواجب أن يبحثوا عن أحوال الرواة إلى آخره ، فهذا حق