فمد السعلا ، والخوا ، واللها ، وهى مقصورات ؛ قال : والجواب عندنا انه لا يعلم قائله فلا حجة فيه ؛ لكن ذكر فى شرحه للشواهد ما يخالف ذلك.
فإنه قال : طعن عبد الواحد الطواح فى كتابه «بغية الأمل» فى الاستشهاد بقوله :
* لا تكثرن إنّى عسيت صائما (١) *
وقال : هو بيت مجهول لم ينسبه الشراح إلى أحد فسقط الاحتجاج به ، ولو صح ما قاله لسقط الاحتجاج بخمسين بيتا من كتاب سيبويه فإن فيه ألف بيت قد عرف قائلوها ، وخمسين مجهولة القائلين.
__________________
قد علمت أم أبى السعلاء |
|
وعلمت ذاك مع الجراء |
أن نعم مأكولا على الخواء |
|
يا لك من تمر ومن شيشاء |
* ينشب فى المسعل واللهاء* |
وهذه الأبيات قيل : هى لأعرابى من أهل البادية ، وقيل : هى لأبى المقدام الراجز ، والسعلاء اصله : السعلاة قيل : هى الغول أو ساحرة الجن ، والجراء : الفتاء والصبا ، والخواء : الخلاء ، والشيشاء : الشيص من التمر ، وينشب : يعلق ، والمسعل : موضع السعال من الحلق ، واللهاء : جمع لهاة ، وهى هنة مطبقة فى أقصى سقف الفم ومحل الاستشهاد فى اللهاء حيث مد المقصور وأصله اللهاة ، والخواء أصله المد فلا شاهد فيه كما زعم الأنبارى.
(١) قال العينى صدره :
* أكثر فى العذل ملحا دائما*
قال أبو حيان : «هذا مجهول لم ينسبه الشراح إلى أحد فسقط الاحتجاج به» وكذا قال عبد الواحد فى «بغية الأمل».
قلت : لو كان الأمر كذلك لسقط الاحتجاج بخمسين بيتا من كتاب سيبويه لم يعلم قائلها ، وقد حرف ابن الشجرى هذا الرجز ، فأنشده :
قم قائما قم قائما |
|
إنى عسيت صائما |
والشاهد فى «عسيت صائما» وذلك لأن الأصل أن يكون خبر عسى فعلا مضارعا ، وقد جاء فى البيت مفردا وهو نادر.