وقال أيضا : ذهب الكوفيون إلى جواز دخول اللام فى خبر لكن ، واحتجوا بقول الشاعر :
* ولكنّنى من حبّها لعميد (١) *
والجواب أن هذا البيت لا يعرف قائله ، ولا أوّله (٢) ، ولم يذكر منه إلا هذا ، ولم ينشده أحد ممن وثّق فى اللغة ، ولا عزى إلى مشهور بالضبط والإتقان ، وفى ذلك ما فيه.
وفى تعاليق ابن هشام على الألفية استدل الكوفيون على جواز مد المقصور للضرورة بقوله :
* قد علمت أخت بنى السّعلاء (٣) *
وعلمت ذاك مع الجراء |
|
أن نعم مأكولا على الخواء |
يا لك من تمر ومن شيشاء |
|
ينشب فى المسعل واللهاء (٤) |
__________________
(١) هذا عجز بيت ، وصدره الذى رواه ابن عقيل :
* يلوموننى فى حب ليلى عواذلى*
والشاهد فيه «ولكننى لعميد» حيث قرن خبر لكن باللام ، والبصريون يرون ذلك شاذا لا يجوز القياس عليه ، والكوفيون يرونه سائغا جائزا.
(٢) أوله ما ذكرناه فى رواية ابن عقيل.
(٣) هذا البيت أورده المؤلف فى كتابه «المزهر» ، وكذا أورد العينى فى شرح شواهد الألفية وبنو السعلاة هم بنو عمرو بن يربوع ، قال آخر :
يا قاتل الله بنى السعلاة |
|
عمرو بن يربوع شرار النات |
أو له معنى آخر سنذكره فى الشاهد التالى ، والشاهد فيه «السعلاء» حيث مد المقصور. فأصله السعلاة.
(٤) قال الأنبارى فى الإنصاف ج ٢ ص ٧٤٦ المسألة رقم ١٠٩ : أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : الدليل على جواز مد المقصور أنه جاء ذلك عن العرب فى أشعارهم ، قال الشاعر :