قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الإقتراح في علم أصول النحو

كتاب الإقتراح في علم أصول النحو

كتاب الإقتراح في علم أصول النحو

تحمیل

كتاب الإقتراح في علم أصول النحو

50/230
*

فإن قلت : فقد روى عن عثمان أنه قال لما عرضت عليه المصاحف : إن فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها ، وعن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ)(١) ، وعن قوله : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ)(٢) ، وعن قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ)(٣) ، فقالت : «يا ابن أختى : هذا عمل الكتّاب أخطأوا فى الكتاب» أخرجهما أبو عبيد فى فضائله ، فكيف يستقيم الاستدلال بكل ما فيه بعد هذا؟

قلت : معاذ الله! كيف يظن أولا بالصحابة أنهم يلحنون فى الكلام فضلا عن القرآن وهم الفصحاء اللد (٤)؟

ثم كيف يظن بهم ثانيا فى القرآن الذى تلقوه من النبى صلّى الله عليه وسلّم كما أنزل وضبطوه وحفظوه وأتقنوه؟

ثم كيف يظن بهم ثالثا اجتماعهم كلهم على الخطأ (٥) وكتابته؟

ثم كيف يظن بهم رابعا عدم تنبههم ورجوعهم عنه؟

ثم كيف يظن بعثمان أن يقرأه ولا يغيّره؟

__________________

(١) الآية رقم ٦٣ من سورة طه وانظر المغنى ج ١ ص ٢٤ والأشمونى ج ١ ص ٨٩

(٢) الآية رقم ١٦٢ من سورة النساء ، وانظر البيان فى غريب إعراب القرآن ج ١ ص ١٦٢.

(٣) الآية رقم ٦٢ من سورة البقرة ، وانظر مغنى اللبيب ج ٢ ص ٤٧٤ ، والبيان ج ١ ص ٨٨.

(٤) اللد : الأشداء القادرون على الجدل ، ومنه قول عمر رضى الله عنه لأم سلمة ، «فأنا منهم بين ألسنة لداد ، وقلوب شداد ، وسيوف حداد» وانظر اللسان مادة لدد.

(٥) بالأصل : الخطاء.