وحملت الألف على الياء فى قوله :
* ولا ترضّاها ولا تملّق (١) *
وكما وضع الضمير المنفصل موضع المتصل فى قوله :
* قد ضمنت إياهم الأرض (٢) *
ووضع المتصل موضع المنفصل فى قوله :
* إلاك ديار (٣) *
فلما رأى سيبويه العرب إذا شبهت شيئا بشىء ، فحملته على حكمه ، عادت أيضا فحملت الآخر على حكم صاحبه ـ تثبيتا لهما وتتميما لمعنى الشبه بينهما ـ حكم أيضا بأن الحسن الوجه محمول على الضارب الرجل ، ولما كان النحاة بالعرب لاحقين ، وعلى سمتهم آخذين ، جاز لهم أن يروا فيه نحو ما رأوا ، ويحذوا على أمثلتهم التى حذوا.
قال : ومن حمل الأصل على الفرع : حذف الحروف للجزم وهى أصول ،
__________________
(١) هذا عجز بيت صدره :
* إذا العجوز غضبت فطلق*
وأنشده أبو زيد ، ونسبه العينى إلى رؤبة ، انظر شواهد المعرب والمبنى
(٢) العبارة جزء من بيت هو :
بالوارث الباعث الأموات قد ضمنت |
|
إياهم الأرض فى دهر الدهارير |
ونسبه ابن جنى لأمية ، وقال العينى ـ فى شواهد الضمير ـ : «قاله الفرزدق فى مدح يزيد بن عبد الملك ، وما قيل إنه لأمية بن الصلت غير صحيح» وبعده :
لو لم يبشر به عيسى وبينه |
|
كنت النبى الذى يدعو إلى النور |
(٣) هذا جزء من بيت أنشده الفراء ، ولم يعزه إلى أحد ، والبيت هو :
فما نبالى إذا ما كنت جارتنا |
|
ألا يجاونا إلاك ديار |