قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجد البيان في تفسير القرآن

مجد البيان في تفسير القرآن

مجد البيان في تفسير القرآن

تحمیل

مجد البيان في تفسير القرآن

447/663
*

وحيل بينها وبين الادراك.

وأمّا التمثيل ، فأن نمثّل حيث لم يستنفعوا بها في الاغراض الدينيّة ، التي خلقوا من أجلها بأشياء ضرب حجاب بينها وبين الاستنفاع بها بالختم والتغطية.

وقد جعل بعض الماديين الحبسة في اللّسان والعيّ ختما عليه في شعره ، وذكر في توجيه إسناد الختم إليه سبحانه ما حاصله بأنّ القصد إلى صفة القلوب بأنّها كالمختوم عليها.

[ردّ قول المجبرة وبيان حقيقة الختم وإسناده إلى الله سبحانه]

وأمّا إسناد الختم سبحانه فللتنبيه على أن هذه الصفة في فرط تمكّنها وثبات قدمها كالشيء الخلقيّ غير العرضي ؛ كقولهم : فلان مجبول على كذا ومفطور عليه ، يريدون المبالغة في الثبات عليه. وكيف يصحّ تخيّل ما خيل وقد وردت الآية ناعية على الكفّار شناعة صفتهم وسماجة حالهم ، ونيط بذلك الوعيد بعذاب شديد؟

ويجوز أن تضرب جملة (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) كما هي مثلا ؛ كقولهم : سال به الوادي إذا هلك ، وطارت به العنقاء إذا أطال الغيبة ، وليس للوادي ولا للعنقاء عمل في هلاكه وطول غيبته ، وإنّما هو تمثيل لحال الشخص بحال من فعلا به ، فكذلك مثّلت حال قلوبهم فيما هم عليه من التجافي عن الحقّ بحال قلوب ختم الله عليها نحو قلوب الاغنام التي تشبه قلوب البهائم في الخلوّ عن الفطنة ، أو بحال قلوب البهائم أنفسها ، أو قلوب فرض ختم الله عليها حتّى لا تعي شيئا ولا تفقه من دون أن يكون لله فعل في تجافيها عن الحقّ ، ونبوها عن قبوله.

ويجوز أن يكون الاسناد إلى الله سبحانه مجازا من باب إسناد الفعل إلى أحد الملابسات كما هو شائع في كلامهم ، فهيهنا وإن كان الخاتم هو الشيطان أو