٦ ـ بل الظاهر : أن قطع الأصابع قد كان شائعا قبل زمان عطاء ، أي في الصدر الأول ، كما يفهم من تساؤل ابن جريج ، وجواب عطاء له ، فقد قال ابن جريج لعطاء : سرق الأولى.
فقال : يقطع كفه.
قلت : فما قولهم : أصابعه؟!
قال : لم أدرك إلا قطع الكف كلها (١).
خسوف القمر :
ويقولون : إنه في السنة الخامسة من الهجرة في جمادى الآخرة انخسف القمر ، وجعل اليهود يضربون بالطساس (جمع طاس) ويقولون : سحر القمر. فصلى بهم النبي «صلى الله عليه وآله» صلاة الخسوف ، حتى انجلى القمر (٢).
ونقول :
إن من الواضح : أن اليهود لم يكونوا سليمي النوايا حينما ضربوا بالطساس ، وقالوا : سحر القمر.
وذلك لأن خسوف القمر أمر عادي يحدث كثيرا ، ويعرفه كل أحد.
فهل أراد اليهود بعملهم هذا التلاعب بأفكار الناس ، وإيهامهم بأن هذا من فعل محمد «صلى الله عليه وآله» ، وأنه ساحر ، وليس بنبي؟!
إن تاريخ اليهود ، ونشاطاتهم الماكرة والهدامة ، لا تأبى عن تقوية هذا الاحتمال ، وتأكيده.
__________________
(١) مصنف عبد الرزاق ج ١٠ ص ١٨٥.
(٢) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٩ عن ابن حيان.