إلى اعتقاد الجمود فيها ، لأن وجه الاشتقاق فيها ظاهر ، لأنها من نعم الرجل إذا أصاب نعمة ، والمنعم عليه يمدح ، ولا يجوز أن يكون وصفا : إذ كانت يظهر الموصوف معها ، ولأن الصفة ليست على هذا البناء ، وإذا بطل كونها اسما ثبت أنها فعل ، انتهى.
وقال ابن فلاح فى المغنى : الدليل على أن كيف اسم : السبر والتقسيم ، فنقول : لا يجوز أن تكون حرفا : لحصول الفائدة منها مع الاسم ، وليس ذلك لغير حرف النداء ، ولا فعلا لأن الفعل يليها بلا فاصل ، نحو «كيف تصنع» فلزم أن تكون اسما ، لأنه الأصل فى الإفادة.
الخامس : [المناسبة]
المناسبة وتسمى الإخالة أيضا ، لأن بها يخال ـ أى يظن ـ أن الوصف علة ، ويسمى قياسها : قياس علة ، وهو أن يحمل الفرع على الأصل بالعلة التى علق عليها الحكم فى الأصل ، كحمل ما لم يسم فاعله ، على الفاعل فى الرفع ، بعلة الإسناد.
وحمل المضارع على الاسم فى الإعراب ، بعلة اعتوار (١) المعانى عليه ، ذكره ابن الأنبارى [حيث قال](٢) : واختلفوا هل يجب إبراز المناسبة عند المطالبة؟
فقال قوم : لا يجب ، وذلك مثل أن يدل على جواز تقديم خبر «كان» عليها ، فيقول : فعل متصرف فجاز تقديمه عليها ، قياسا على سائر الأفعال المتصرفة ، فيطالبه بوجه الإخالة والمناسبة.
__________________
(١) الاعتوار : التداول ، واعتوروا الشىء ، وتعوروه ، وتعاوروه : تداولوه.
(٢) انظر : الفصل الحادى والعشرين من لمع الادلة.