قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ

الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ

الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ

تحمیل

الإمام علي ( عليه السلام ) سيرة وتأريخ

156/227
*

ثانياً : في عهد عمر بن الخطَّاب :

« فواعجباً، بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشدَّ ما تشطَّرا ضرعيها، فصيَّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسُّها، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها» (١)!!

نعم عجباً، فبالأمس كان «الشيخ» يرجع إلىٰ علي عليه‌السلام في شتَّىٰ الأمور ليلتمس منه الصواب، حتىٰ كان يقول له : «لازلت موفَّقاً يا ابن أبي طالب» وكان يستقيل الخلافة في حياته إذ كان يقول : «أقيلوني أقيلوني فلست بخيركم» فكيف ـ والحال هذه ـ يعقدها لعمر بعد وفاته...!

وبلا شكٍّ فأنَّ هناك سابق اتِّفاق بينهما ـ بين الخليفة والوزير! ـ فقد كرهوا أن تجتمع النبوَّة والخلافة في بيت واحد! هذا القول قد نطق به أحدهم بأعلىٰ صوت وأصرح بيان!

وأخيراً ـ وكما هو منتظر ـ عهد أبو بكر بالخلافة من بعده إلىٰ عمر بن الخطَّاب وكان عُثمان بن عفَّان من أشد أنصار هذا الاتِّجاه؛ لأنَّه شريك الدرب القيادي كما سيتَّضح قريباً!!

وبهذا الحال تمَّت الخلافة لعمر بن الخطَّاب، وتحقَّقت ضالَّة قريش المنشودة في إبعاد أهل بيت النبوَّة الذين ظهر منهم شعاع الإسلام.. ويا ليتهم لم ينبسوا بكلمة واحدة تدين غصبهم لحقِّ أهل بيت النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، لكنَّهم وللأسف الشديد اعترفوا بكلِّ نواياهم المبيّتة..

مضىٰ عمر بن الخطَّاب في سياسته علىٰ نفس الخطِّ الذي مشىٰ به

_______________________

١) نهج البلاغة : الخطبة ٣.