الإسكافي) أين كان بيته وأنه معمّر خان القاضي المعروف بهذا الاسم في محلة باب قنسرين.
٤٢٨ ـ شهاب الدين أحمد الأذرعي المتوفى سنة ٧٨٣
أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم ابن داود بن يوسف بن جابر الشيخ شهاب الدين الأذرعي أبو العباس.
ولد بأذرعات الشام في وسط سنة ثمان وسبعمائة ، وسمع من الحجار والمزي ، وحضر عند الذهبي ، وتفقه على ابن النقيب وابن حجلة. ودخل القاهرة فحضر درس الشيخ مجد الدين الرنكلوني ولازم الفخر المصري وهو الذي أذن له ، وشهد له عند السبكي بالأهلية ، ثم ألزم بالتوجه إلى حلب ، وناب عن قاضيها نجم الدين بن الصائغ ، فلما مات ترك ذلك وأقبل على الأشغال والاشتغال وراسل السبكي بالمسائل الحلبيات ، وهي في مجلد مشهورة ، واشتهرت فتاويه في البلاد الحلبية.
وكان سريع الكتابة مطرح النفس كثير الجود صادق اللهجة كثير الخوف من الله ، جمع «التوسط والفتح بين الروضة والشرح» في عشرين مجلدا كثير الفوائد ، وشرح المنهاج للنووي شرحين سمى أحدهما «غنية المحتاج» والآخر «القوت» (١) وحجمهما متقارب ، وفي كل منهما ما ليس في الآخر ، إلا أنه كان في الأصل وضع أحدهما لحل ألفاظ الكتاب فقط فما انضبط له ذلك بل انتشر جدا.
وقدم القاهرة بعد موت الشيخ جمال الدين الأسنوي وذلك في جمادى الأولى سنة ٦٢ وأخذ عنه بعض أهلها ، ثم رجع ورحل إليه من فضلاء المصريين الشيخ بدر الدين الزركشي فقرأت بخطه : رحلت إليه في سنة ٦٣ فأنزلني داره وأكرمني وحباني وأنساني الأهل والأوطان ، والشيخ جمال الدين البيجوري وكتب عنه شرح المنهاج بخطه ، فلما قدم دمشق أخذه عنه بعض الرؤساء وذكر لي أنه كان يكتب في الليل على شمعتين أو أكثر. وذكر لي بعض مشايخنا أنه كان يكتب في الليل كراسا تصنيفا وفي النهار كراسا تصنيفا لا يقطع ذلك ، ولكن لو كان ذلك مع المواظبة لكانت تصانيفه كثيرة جدا ، لكن لعله ترك ذلك مسودات فضاعت بعده. ومن نظمه :
__________________
(١) في كشف الظنون : قوت المحتاج في شرح المنهاج في الفروع للأذرعي أحمد بن حمدان بن أحمد المتوفى سنة ٧٨٣.