ولما أغصب دمر دامش والدي بقضاء حلب أراد والدي أن يرحل من حلب ، فجاء إليه ناصر الدين بالجمال ليرحله ، فلما غير دمرداش نيته ثبت والدي عن الرحلة. ولم يزل ناصر الدين في رياسة وحشمة حتى سرقه السراق ليلا.
ثم إنه خرج من حلب وقدم على جمال الدين الأستادار بالقاهرة فلم ينصفه ، وكانت أم جمال الدين الأستادار بنت عبد الله بن سحلول ، وكان عبد الله عم ناصر الدين وزير حلب.
ثم إنه حج من القاهرة فتوفي وهو متوجه سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وخلف ثلاثة أولاد وهم ناصر الدين المذكور والأمير أحمد والأمير عبد الرزاق ، فاستقل ناصر الدين بهذا المكان لأنه كان على طريقة الفقراء وقام بها دون والده ، فلما أشرف على الموت أسند تدريسها إلي.
وتوفي يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثمانمائة وصلّي عليه بجامع حلب ودفن خارج الخانكاه.
فقام بها بعده ابن أخيه ناصر الدين محمد بن الأمير أحمد وتوفي في الليلة المسفر صباحها عن يوم الخميس تاسع جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وثمانماية وصلي عليه بجامع حلب ودفن بالسحلولية وهي وقف على القادرية ا ه.
أقول : لا أثر لهذه الخانكاه الآن ، ويظهر أنها دثرت بعد الألف ، وقد ذكرها الرضي الحنبلي في تاريخه «در الحبب» في ترجمة أبي بكر بن قمر المتوفى سنة ٩٦١ حيث قال :
إن المترجم جدد الناعورة المشتركة بين الخانقاه الشمسية السحلولية والجنينة الكائنة شماليها وكانت تعرف قديما بالقيشانية. وأما الناعورة فقد كان موضعها في النهر أمام البناية العظيمة التي بنيت حديثا لتتخذ مدرسة للهندسة ، وقد تخربت منذ ١٠ أو ١٢ سنة ، ويغلب على الظن أن السحلولية كانت موضع هذه المدرسة. وقد كان هناك بقية بناء وبئر نسفت منذ سنوات قلائل حينما عرضت الجادة الآخذة إلى جهة باب الجنان.
وقد كان جنوبي هذه الخانكاه بهذا الدرب خانقاه أخرى تسمى الدورية سيأتي الكلام عليها في ترجمة الشمس محمد الأطعاني المتوفى سنة ٨٠٧ وقد دخلت في التكية المولوية من جهة الجنوب.
وكان هناك زاوية أخرى يقال لها زاوية الشيخ خضر ذكرها أبو ذر في تاريخه فقال :