صدمة مهولة ، ثم تأخر عنه إذ لم يبق عنده الدرهم الفرد وقال : أنا ما فعلت معك هذا إلا إشفاقا عليك ، ثم عرض له عرضا حسنا.
ثم لم تكن وفاة البدري إلا مسموما من قبل أهل الديون الدفتر داري إذ سمه فمرض فتوفي سنة ست وخمسين ودفن بمقبرة سيدي علي الهروي خارج باب المقام بوصية منه.
وكان مولده سنة سبع. وكانت له الكلمة النافذة عند القضاة والأمراء بحلب لا سيما خسرو بك كافلها وائتلاف كلي بالطائفة الرومية حتى كأنه منهم.
ولما قدم حلب الوزير الأعظم إبراهيم باشا صار ترجمانه مدة إقامته بها.
وكان صبورا على الأذى ولا يكترث للشدائد قلّت أو جلّت ، ولا يتزلزل بتوارد الناس عليه في المهمات والملمات له أو عليه ولو كانوا ألفا ، بل تراه ساكنا يرد لكل جوابا يليق به.
٨٤٠ ـ محمد بن الحسين دلّال البقجة المتوفى سنة ٩٥٦
محمد بن الحسين من أهل حارة الفرافرة بحلب.
كان في الدولة الجركسية دلّال البقجة ، ومع هذا كان تحت يده معملان يعمل فيهما الخوذ واللبوس بحيث متى طلب كافل حلب أو غيره شيئا منها أحضره له وموضوع (١) دلال البقجة قديما أنه كان يدلل على الأقمشة (٢) المخيطة من التركات وغيرها كالسلاريات المفراة بالسمّور والوشق وغيرهما وكالحنينيات وغيرها مما كان لا يباع قديما إلا بسوق الظاهرية.
توفي سنة ست وخمسين وتسعمائة عن مائة وعشرين سنة.
وكان مقربا عند خير بك كافل حلب كشهربان المصري ، فإنه كان له دخل في دلالة البقجة. وكان تحت يده أيضا معمل ثالث في اللبوس والخوذ.
٨٤١ ـ محمد بن يحيى الحاضري المتوفى سنة ٩٥٦
محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عز الدين بن محمد بن عز الدين محمد بن خليل
__________________
(١) في الأصل : موضع.
(٢) في الأصل : كان لا يدلل الأقمشة.