فيك يا قبر من له طيب ذكر |
|
وله الشكر عنبر وعبير |
من يؤرخ وفاته قال نظما |
|
عن أويس عفا الرؤوف المجير ٩٤٩ |
ومنها للآخر :
بهذا الضريح ثوى فاضل |
|
أنيل الأفاضل منه الأدب |
له منصب إن ترم كشفه |
|
فدفتر دار ديار العرب |
وحكى لي أنه لما حضر يوم الجمعة آخر جمعة أدركها إلى الجامع الكبير وكان يصلي تجاه باب الخطابة سمع قراء السبع يتلون قوله تعالى (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) فدمعت عيناه كأنه خايف من ذلك الوعيد ، فما أتت الجمعة الثانية إلا وهو في جوار رحمة الله تعالى.
٨٠٧ ـ يوسف بن إبراهيم بن أصيبعة المتوفى سنة ٩٤٩
يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل بن كمال الدين إبراهيم بن إسماعيل بن نجيب الدين أبي المنى الأمير جمال الدين الحلبي ثم القاهري المشهور بابن أبي إصبع وبابن أبي أصيبعة ، هكذا بالتصغير.
كان ناظر الجيوش المنصورة بحلب كأبيه وجده ، وكانت له الحظوة عند السلطان الغوري لما أنه كان ساكنا بدور بني الأصبع داخل باب النصر بحلب بعد ما نفاه إليها الملك الأشرف قايتباي غضبا عليه ، فلما تسلطن من تسلطن بعد الملك الناصر محمد بن قايتباي وعصى إينال كافل حلب إذ لم يكن من حزب من تسلطن وورد الأمر بالقبض عليه ، فركب عليه الغوري في جماعة إلى أن قبض عليه وسجن بالقلعة المنصورة ، وورد مرسوم ملبس على سلطان الوقت بإطلاقه ، فأخذ يقتل بعض من ركب عليه. وأراد القبض على الغوري ، فلما أحس هرب ليلا من حلب إلى القاهرة بحيلة من صديقة الأمير حسين بن الميداني ، فكان ممن تبعه الأمير جمال الدين حتى إنه لما نهب منزل الغوري بدور بني أبي الإصبع نهب منزل الجمال بواسطته ، فلما تسلطن الغوري بعد حين قربه إليه فكان يخلو به ويبيته ليلا ونهارا ، وصار من قبله على ما كان له من مقام الشكر بالقاهرة ، بل كان بيده فيها وظيفة الوزر بواو وزاي مفتوحتين ، وهي في الحقيقة وظيفة ذنب ووزر ، لأن صاحبها ينظر في المكوس وغيرها من الأموال التي ترفع إلى السلطان وبيت المال من حرام