فقتلهما على ما مر في ترجمتهما وسر هو بقتلهما.
وشاع ظلمه بالقاهرة حتى كان يعمد إلى أحد له ميت دفنه بفسقية أعدت للموتى وهي كالخشخاشة فيقول : لم دفنت هذا بغير إذني وأنا ناظر الأوقاف؟ ويصمم عليه في إخراج ميته فلا يرى له سبيلا إلا إلى دفع مال يرضيه. ولما شاع من ظلمه ما شاع صار المصريون يضجون المغربي بالم غريب (هكذا) (١) ويتضرعون ويتضررون منه ، إلى أن جاء التفتيش عليه فأحضروه مريضا أو متمارضا إلى مجلس التفتيش ، وكان فيه عدة من نواب القضاة ، فصار ينام على أحد شقيه ، فدخل عليه واحد من الأوباش وقال له : يا كلب لم تنام بحضرة هؤلاء الأكابر ، ونهره مرة بعد أخرى إلى أن جلس وجعل وراءه من يحتضنه. ثم صار كلما أخرجوه إلى القلعة للتفتيش عليه أو جاؤوا به منها إلى السجن يضربه العوام بما كان من حجر أو مدر. ثم شنق بباب زويلة سنة سبع وأربعين وتسعمائة ، فذهبت إلى داره شرذمة من النساء يصوتن تصويت الأفراح تشفيا منه.
وكان يرمى بالسحر الموجب للكفر والعياذ بالله تعالى. وفيه قيل :
قاسم الأسود أفعى |
|
قاءسما للعباد |
كان من قد ذاق منه |
|
صار منه كالرماد |
لعنة الله عليه |
|
كثمود ثم عاد |
ما دعا لله داع |
|
وحدا للركب حاد |
٨٠١ ـ محمد بن محمد بن السلطان قانصوه الغوري المتوفى سنة ٩٤٧
محمد بن محمد بن قانصوه الناصري ابن السلطان الملك الأشرف الغوري سلطان مصر والحرمين الشريفين.
حج في دولة والده في أبهة زائدة والقندس يومئذ على رأسه عام عشرين وتسعمائة هو وخوند الكبرى جهة والده في صحبة كاتب الأسرار الشريفة بالممالك الإسلامية المحب محمود بن آجا.
__________________
(١) في در الحبب : صار المصريون يصيحون : المغربي يألم غريب.