مؤلفه قال : رحمهالله إن كان مستحقا للرحمة ، فيقيد له دعاءه بالرحمة بهذا التقييد ، وأنه قال : اشتغلت بالعلم بالقدس الشريف عشر سنين ولي مشاية واحدة ، مشيرا إلى أنه كان يقتصر على المشي إلى محل درسه لا غير.
وأخبرنا شيخنا الشهاب أحمد الخطيب الأنطاكي أن أصله من شيخ الحديد وأن البدر السيوفي كان يغص منه ويقول : ليس هو منلا عرب بل من لا عرف ، ولا عبرة بقوله.
٧٧٠ ـ أبو الهدى النقشواني سنة ٩٣٩
أبو الهدى بن محمود النقشواني الحنفي.
دخل حلب وسكن بها بالكلتاوية وبها صحبته ، ثم بالأتابكية البرانية ، ثم مات بعين تاب سنة تسع وثلاثين وتسعمائة.
وكان عالما عاملا محققا مدققا منقطعا عن الناس قليل الأكل ، وإذا توجه إلى صلاة الجمعة لم يلتفت يمينا ولا شمالا. وكان تحصيله للعلم عن جماعة ، منهم منلا طالش الدريغي ومنلا مريد القراباغي وابن الشاعر ، وكان يميزه في الفضل على الأولين. وقد نظم منلا أبو الهدى الشعر باللسانين العربي والفارسي ، ومن قوله :
بدا الأحزان في قلبي |
|
فهات الراح واغسلها |
٧٧١ ـ مسعود بن عبد الله الشيرازي المتوفى سنة ٩٣٩
مسعود بن عبد الله العجمي الشيرازي الشافعي الواعظ نزيل حلب.
وعظ بجامعها الأعظم فنال قبولا من الناس وصارت له به في يوم الجمعة المجالس الحافلة ، وصار الوتارون بحلب من شيعته كما كانوا قديما من أتباع الشيخ محمد الخراساني النجمي ، فبلغ الشمس بن بلال أمره فزوجه بنته وصار لا يكلفه عليها درهما واحدا. ولم يزل يعظ الناس إلى أن توفي مطعونا سنة تسع وثلاثين وتسعمائة.
وكانت له مطالعات في التفسير والحديث وأخذ في الكلام عليها باللسان العربي ولكن مع لحنات فيه ومجازفات كانت تبدو من فيه. ومما اتفق لي معه في بعض المجالس أن أوردت