٧٣٢ ـ شرف الدين بن علي بن حمزة المتوفى سنة ٩٣٢
شرف الدين بن علي بن حمزة الحلبي المشهور بابن شيخ سوق الدهشة.
كان من أعيان التجار بحلب من بيت متهم بالتشيع ، إلا أني سمعت الشيخ الصالح أبا بكر ابن الحصنية وكان مقربا عنده شهد ببراءته والله أعلم بما كان في ضميره.
وكانت له حظوة عند خير بك كافل حلب بعد أن آذاه بواسطة أنه كان قدم من الحجاز ومعه عبدان صغيران فلم يشعر وهو بحانوته إلا وقد قيل له : إن أحدهما قد شنق داخل باب دارك ، فعلم أن بعض عداه هو الذي فعل ذلك ، فذهب من ساعته إلى خير بك وأخبره فقال له : أنت تشنق بيدك كأنما بحلب كافلان ، فاعتذر ومضى ما مضى. ثم دخلت داره من غير شعوره امرأة متهمة فأرسل وراءه وأغلظ له القول وسلمه إلى دواداره فضربه وأضرّبه ، فلما أطلقه ذهب إلى دمشق فندم خير بك وأراد أن يتلافى خاطره فطلب حضوره فأبى وعزم على التوجه إلى مكة ، فحمّ ثم عوفي فعزم فحمّ أيضا ، فذهب إلى شيخ له بدمشق كان يقرأ عليه في مذهب أبي حنيفة رضياللهعنه لأنه كان يذكر أنه حنفي ، فاستشاره وقص له القصة فأمره بالسفر إلى حلب بنية زيارة أمه ، فنواها وعزم فتيسر له السفر إليها ، فقدمها واتصل بخير بك جدا حتى جعله ناظرا على دواوينه في ضبط مصارف خانه الأعظم ، ولما آل أمره إلى إمارة القاهرة وكفالتها في الدولة الرومية تولى بعنايته شاه بندر جدة ، ثم عزل ودخل مصر فصادره أحمد باشا كافلها لما عصى على المقام الشريف ، وصادر التجار وأخذ منه ما قيمته عشرون ألف قبرصي ، ثم عاد إلى مكة وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالمعلاة.
٧٣٣ ـ عبد الله بن أحمد الإسحاقي المتوفى سنة ٩٣٢
عبد الله بن أحمد القاضي شرف الدين ابن القاضي شهاب الدين الحسيني الإسحاقي الشافعي خالي المتقدم ذكر والده حسبا ونسبا.
كان جوادا فياضا كوالده ، وولي قضاء الفوعة فلم يكن محظوظا من أهلها كأبيه لتشيع فيهم ، وكان في أوان قضائه بها في الدولة الجركسية مقربا معظما عند خير بك كافل حلب ، ولم يكن قضاؤه بها كأبيه نيابة فقد كان لها في تلك الدولة قاض مستقل حتى كأن قاضيها