إلهي فاحفظني ولا تكشف الغطا |
|
إذا ما كشفت الستر عن كل مضمر |
ولكن غطاء القلب فاكشفه سيدي |
|
وأشهدني الأسرار في كل مظهر |
وله :
إذا ما نالت السفهاء عرضي |
|
ولم يخشوا من العقلاء لوما |
كسوت من السكوت فمي لثاما |
|
وقلت نذرت للرحمن صوما |
أما النائبة التي ألمت به من قبل قاضي حلب زين العابدين محمد بن الفناري التي تقدمت الإشارة إليها فهي أن البدر ابن السيوفي عقد بعض الأنكحة في أيامه من غير استئذان منه بناء على ما كان يعهده في الدولة الجركسية من عدم توقف عقود الأنكحة على إذن القضاة إذ لا يفتقر إلى إذنهم شرعا لعدم أخذهم عليها رسما ، فبلغه ذلك فأمره بأن يستأذنه كلما بدا له أن يعقد نكاحا لمن أراد بحيث يكون الرسم له وإن تعددت الرسوم بتعدد العقود ، فلم يبال بما أمر به وعقد لواحد نكاحا من غير استئذان ، فأرسل وراءه من حضر به إلى بابه ماشيا والأمر لله ، فلما دخل عليه قال له : يا كذا يا جاهل اقطع يدك ، فقال له الشيخ : ما أنا إلا حامي هذه الديار بالعلم ، وإن قدر على يدي القطع فلا مرد له ، أو كلاما يشبه هذا ، وكان الشيخ قد أرسل إلى عمي الكمال الشافعي إذ دخل عليه المحضر بأن يسبقه إلى مجلس القاضي ، فلما سبقه إليه أحجم عن أن يوقع به ما لا يليق به ، فأمر بأن يكون في بيت المحضر باشي تلك الليلة إلى أن يفعل به ما يريد ، فقال له عمي بعد أن أخرج من عنده : أتريد يا أفندي أن تفعل به ما يوجب اجتماع السواد الأعظم على بابك ، هذا شيء لا يمكن ، ثم خرج من عنده وعاد إليه ومعه الشيخ زين الدين عمر بن المرعشي وكان بينه وبين القاضي أنس ، فأبرما عليه في أن لا يؤاخذه ، ففعل ، فلم يمض زمن قليل إلا ومات القاضي المذكور وذلك في سنة ست وعشرين.
٧٠٨ ـ علي بن محمد العلاء الموصلي المتوفى سنة ٩٢٥
علي بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد العلاء ابن الشمس الحصكفي الموصلي الشافعي نزيل حلب.
قطن دمشق أولا مع أبيه وقرأ بها على ابن خطيب السقيفة وابن المعتمد وغيرهما. وحج