وكانت وفاته بالحريق في داره سنة أربع وعشرين.
٧٠٦ ـ محمد بن أبي بكر الحيشي المتوفى سنة ٩٢٤
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هلال الشيخ قوام الدين أبو يزيد الحيشي الأصل الحلبي الشافعي الماضي ذكر أبيه.
توفي في حياة أبيه في شوال سنة أربع وعشرين وتسعمائة ، وهو الذي صلى عليه إماما بالجامع الأعظم في مشهد عظيم ، ثم كان الخروج بجنازته من باب الجنان لدفنه بتربة أسلافه المشهورة بالأطعانية ودفن بجوار الشيخ محمد الأطعاني.
وكان عالما فاضلا مناظرا له حدة في مناظرته ذا ذكاء وحفظ عجيب.
درس بالجامع الأعظم عند محرابه الأعظم ، وربما كنت أحضر درسه. وكان قديما يعظ الناس بصحنه تارة بغربي الصحن وأخرى بشرقيه ويوضع له إذ ذاك علمان بجانب كرسيه كما كانا يوضعان للشمس المقدسي الواعظ حين يعظ بصحنه أيضا.
قال لي شيخ الشيوخ الموفق بن أبي ذر : وكان يأتي في مواعيده بنوادر الفوائد ، ولو عاش كانت له الحظوة التامة بحلب لما كان له من الحفظ والذكاء المفرط. قال : ومن عجيب شأنه أنه سرد يوما النسب فأورده طردا وعكسا.
وكان رحمهالله تعالى صوفيا بسطاميا كأبيه يلف على رأسه المئزر مع إرخاء العذبة مراعيا للسنة فيها.
وذكر السخاوي في «ضوئه» أنه حفظ الشاطبية وعرضها بحلب سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة ، وسافر مع أبويه إلى بيت المقدس وعرض أماكن منها ، ومن الرائية على إمام الأقصى عبد الكريم بن أبي الوفا في سنة خمس وثمانين وثمانمائة ، ثم جاور بمكة سنتين واشتغل بها. قال : وسمع مع أبيه عليّ ومني أشياء.
زاد الزين الشماع في «قبسه» فقال : وقد ترقى واشتغل بعد عوده من مكة بحلب على عالمها الشيخ بدر الدين حسن السيوفي فبحث عليه الإرشاد لابن المقري بقراءته ، وسمعت بعض الدروس منه بجامعها الأعظم وقرأ الميعاد به. وكان يجتمع عنده كثير من