فناقشه في إعادة ضمير من يعقل وهو الواو إلى ما لا يعقل أعني ظباء الحي فلم يهتد إلى الجواب بأن المراد بظباء الحي الأحباب ، ولئن سلم أن المراد ظباء الصحراء فهذا من باب تنزيل ما لا يعقل منزلة من يعقل لشبه بينهما.
ومن عجيب نظمه قوله في جارية سوداء أمجرية وكان يهوى الجواري الحبش :
هويتها أمجرية قدّ |
|
أضنت فؤادي ولم تواصل |
كأنها البدر في الدياجي |
|
أو هي كالشمس في الأصائل |
وأنشدني له ولده الشيخ جمال الدين يوسف في نواعير حماة :
تفرج في نواعير وماء |
|
على واد به خضر المروج |
كأفلاك تدور على سماء |
|
وأنجمها تخر من البروج |
وأنشدني الشيخ شهاب الدين وقد ذكروا شعراء دمشق وما لها من زهر ونهر ، ومحاسن حلب وما بها من عوجات السعدي وغيرها :
لقد سبقت شهباؤنا كل سابق |
|
إلى الحسن وامتازت على الزهر بالوردى |
وفيها لنا باب الجنان وحورها |
|
بفردوسها يرتعن في فلك السعدي |
ومن شعره :
وعيشك ما الدنيا سوى ستر عورة |
|
وبيت بها يأويك أو سد جوعة |
فلا تتعبن النفس فيها لأجلها |
|
فتوقعها في هلكة بعد هلكة |
ومن شعره مع التضمين ما وجده ابن السيد منصور منقولا عنه :
بروحي تيّاه إذا رمت لثمه |
|
فخلت جنىّ الورد في غير حينه |
يخيّل من فرط الحياء لناظري |
|
كأن الثريا علّقت في جبينه |
وقد اجتمع به شيخنا جار الله بن فهد المكي في رحلته إلى حلب في سنة اثنتين وعشرين وذكره في معجم الشعراء الذين سمع منهم الشعر وأنشد له :
روحي الفداء لذي لحاظ قد غدت |
|
بسوادها البيض الصحاح مراضا |
كالغصن قدا والنسيم لطافة |
|
والياسمين ترافة وبياضا |