دار العدل فنهبوها وقتلوا من قتلوا ، وكان ممن فقد من عسكر الغوري كافل دمشق وكافل طرابلس وكافل حمص في خلايق لا يحصون عددا.
ثم في نهار الجمعة سلخ الشهر المذكور نزل السلطان سليم بمخيم الغوري بعد أن غارت مياه قناته كما تنكس صدر قناته ، ثم صلى بجامعها الأعظم بعد أن نادى بالأمان وتسلم قلعتها بالأمان ا ه. وتقدم في الجزء الثالث تفصيل هذه الوقائع.
٦٩٧ ـ محمد بن الحسين الداديخي المتوفى سنة ٩٢٣
محمد بن الحسين الداديخي ثم الحلبي الشافعي ، أحد شيوخ حلب في علم القراءة أخذه عن مغربي كان بقرية داديخ ثم برغ فيه وفي غيره ، وممن أخذ عنه البازلي بحماة ثم البدر السيوفي بحلب وهما أجل شيوخه. ثم كان يشغل الطلبة في فنه بجامع عبيس مع تأديب الأطفال به. توفي سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة.
٦٩٨ ـ إبراهيم بن علي بن الخواجه قاسم المتوفى سنة ٩٢٣
إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن قاسم الحلبي المعروف بابن الخواجه قاسم.
توفي سنة ثلاث وعشرين. وكان أحد أعيان التجار بحلب ، وكانت له أوقاف جليلة من قرى وحوانيت وغيرها ودنيا واسعة وشهامة زائدة ومكانة عند أرباب الدولة ، حتى كان بعض كفال حلب يأتي إلى منزله وإلى جنينته الكائنة بمحلته محلة المشارقة وهي التي كان إليها سرداب من داره برسم حريمه لأن كان متزوجا بإحدى قرائب الأميري الكبيري الكافي الفخري عثمان بن أغلبك. وكان خلائق شتى يأكلون من خيره إلى أن انحل عقده وانفصم عقده فباع كثيرا من الأوقاف الجارية عليه ولم يبق معه الدرهم الفرد ، حتى أدركته وعليه صوف أسود كستموني وهو في حيرة من نفسه.
قيل : وكان السلطان جقمق الجركسي مملوكا لأحد أجداده قبل أن يتسلطن ، فلما تسلطن أقبلت عليه الدنيا بواسطته وسأله في رفع مكس الزيت بحلب فرفعه حتى نقش رفعه بجدار الجامع الكبير بها أسوة مظالم أخرى كانت قد رفعت بحلب ، فنقش رفعها به.