وكان يمتحن الطلاب في المواضع المشكلة ويصرح بالاستحسان لمن أصاب. قال : وكان رجلا طويلا عظيم اللحية قوي المزاج حتى إنه كان يجلس عند الدرس مكشوف الرأس في أيام الشتاء ، وكان له ذكر قلبي كنا نسمعه من بعيد ، وربما يغلب صوت الذكر من قلبه على صوته في أثناء تقرير المسألة ويمكث ساعة حتى يدفع صوت قلبه ثم يشرع في تقرير كلامه.
وكان يجامع كل ليلة مع جواريه ويغتسل في بيته في أيام الشتاء ثم يصلي مائة ركعة ، ثم ينام ساعة ، ثم يقوم للتهجد ، ثم يطالع إلى الصبح. وقد ولد من صلبه سبع وستون نفسا وخلف منهم خمسة عشر أو نحو ذلك. وكان لا يدخل الحمّام أصلا استحياء من ذلك. ولما مرض مرض الموت عاده الوزراء الأربعة ومعهم طبيب ، فأمر له الطبيب بالاستحمام فلم يرض بذلك ، فأجلسه الوزراء جبرا على سرير فقبض كل واحد منهم طرفا منه وذهبوا به إلى الحمّام.
وله حواش على المقدمات الأربع قرأها والدي عليه غير بعضا من المواضع منها. ا ه.
أقول : وقد ذكر طاشكبري ولدين من أولاد المترجم وهما عبد الرحيم ذكره في الشقايق وقال : إنه توفي سنة ٩٢٣ في الآستانة ، وعبد الباقي ذكره في العقد المنظوم وقال : إنه توفي سنة ٩٧١ في الآستانة أيضا وكلاهما عالمان فاضلان.
٦٦١ ـ حسن الكبيسي المتوفى سنة ٩٠١
حسن بن أحمد الشيخ بدر الدين الكبيسي ثم الحلبي.
كان معتقدا عند الناس كثير المحبة للعلماء والصلحاء عظيم الميل إلى مجالس العلم والعظة والذكر ، ومن المجالس التي حضرها مجلس سمع فيه التقي أبو بكر بن محمد بن الحيشي ثلاثة أحاديث من أول باب صفة النبي صلىاللهعليهوسلم من الشمائل على الرّحلة مسند الدنيا الشيخ محمد بن مقبل بن عبد الله المؤذن بالجامع الأموي بحلب وأجاز لهما ، وإن كان التقي قد استوعب الكتاب سماعا عليه على ما مر في ترجمته.
واتفق لوالدي والكمال النبهاني معه أنهما ترددا في الرواح إلى مكان وتحيرا أيتوجهان إليه أم لا ،؟ فبينما هما داخلان إلى الجامع المذكور إذا هو بين أيديهما وهو يقول : السلام