واتفق له ذات يوم أنه حضر بمجلس قاض لأداء شهادة فجرى هناك ذكر رجل حقير ارتكب أمرا حقيرا فظنه أمرا عظيما ، فقال بعض الحاضرين بنية ضرب المثل : بالت البغلة ، عامت الزبلة ، ركبت الخنفسا ، فتغير مزاجه في الحال واعتقد أن ذلك في حقه إلى أن أزالوا ما في خاطره ا ه. (در الحبب).
٦٥٨ ـ محمد بن السيد منصور المتوفى في هذا العقد ظنا
محمد بن محمد بن علي بن هاشم بن مرهف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين ابن عبد الله بن أحمد المعالم ابن الحسين المقدم بالكوفة ابن حسن الكبير ابن عيسى بن عبد الله بن موسى الكاظم السيد الشريف قاضي القضاة رضي الدين أبو بكر وأبو جعفر الموسوي الحسيني الحلبي الحنبلي المشهور بابن السيد منصور المرفوع نسبه إلى موسى الكاظم رضياللهعنه ، هكذا قال على حسب ما وجدته بخطه في مجموع وإن لم يكن فيه اسم منصور ، لأن هذا الاسم كان لقبا لأبيه محمد وكان نشاويا وبه كانت شهرته في الوثايق الشرعية المكتتبة بمحكمته وغيرها.
كان القاضي رضي الدين في مبتدأ أمره يتعانى الأدب وينظم الشعر ويجلس بمركز العدول بسوق الصابون ، ثم أخذ في تحصيل العلم والحديث عن جماعة من الحلبيين منهم البرهان ابن الضعيف الشافعي والعلاء بن مفلح الحنبلي قاضي حلب والشمس السلامي ، ثم رحل القاضي رضي الدين إلى القاهرة فكان ممن أخذ عنه الحديث وغيره قراءة وسماعا في سنة سبع وثمانين وثمانماية المحب أبو الفضل ابن الشحنة بمشاركة صهره الحافظ جمال الدين بن شاهين الكركي سبط الحافظ الناقد ابن حجر وولده القاضي أثير الدين وسبط ولده هذا عمي النظام الحنبلي. ثم تنفس له الدهر فرأس وخالط أركان الدولة ، وحدثته نفسه بتولي المناصب السنية والمناصبة فيها والمزاحمة عليها كما زاحم أرباب التصانيف ، فشرع في كتاب سماه «التراجم المحررة المزادة على التذكرة» ولم يتمه لم يكتب منه إلا اليسير على ما وجدته بخطه ، وهو الذي قصد أن يضمنه تراجم ظفر بها ما لم يذكره البرهان الحلبي في كتابه «تذكرة الطالب المعلم عمن يقال إنه مخضرم». ثم ولي عن جدي الجمال الحنبلي كتابة السر ونظر الجيش ونظر القلعة الحلبية سنة تسعين ، وبعث من القاهرة إلى شيخه الجلال النصيبي يستنيبه في مناصبه إلى أن يحضر ، فأساء الأدب معه إذ ترفع عليه ، فصمم على