هذا الشيخ الذرية الطيبة ونشر طريقه في حلب ، فإن غالب أهلها على حب طريقه فالحمد لله على فضله المنشور في عباده. انتهى.
أقول : إن المترجم لا زال قبره موجودا في الجامع وفوقه القبة التي تقدم ذكرها وقد عرف بجامع أبي يحيى الكواكبي ، وهو جد بني الكواكبي العائلة المشهورة بحلب ، وقبورهم في صحن هذا الجامع لكن درس بعضها. وهذا الجامع كما قال أبو ذر يعرف قديما بمسجد ضبيان ، قاله ابن شداد ، وكذا رأيت مكتوبا على بابه : عمر هذا المسجد الحاج ضبيان ابن بدران في سنة ثمان وعشرين وستماية. انتهى. وفي أيامنا جدد في هذا المسجد منبر وسدة وأقيمت فيه الجمعة. وله على بابه منارة قصيرة بعمارة واقفه ، ثم لما قدمت العساكر المنصورة حلب جدد له نائب صفد منارة ووسع فيه الشيخ محمد الحمصي مؤدب الأيتام زيادة كثيرة وصهريجا بجمع الماء العذب.
٦٤٩ ـ علي بن عمر بن جنغل المتوفى سنة ٨٩٧
علي بن عمر بن علي قاضي القضاة نور الدين ابن الفاضل أبي حفص زين الدين ابن جنغل ، بضم الجيم والمعجمة وسكون النون بينهما ، الحلبي المالكي آخرا الحنفي أولا كما كان والده.
كان ذا ثروة زائدة ودنيا عريضة بواسطة زوجته أخت الخواجا عبد القادر البغدادي الحريمي تاجر الخاص الشريف السلطاني الظاهري برسباي الذي كتبت له في دولته مسامحة بعام ثمان وتسعين وسبعماية متضمنة لمسامحته مما يجب عليه من الحقوق الديوانية والطرقات المصرية والبلاد الشامية ، وأن لا يطالب بحق من الحقوق ولا بمقرر من المقررات صادرا وواردا. وقد أوقفني قاضي القضاة عفيف الدين ولد قاضي القضاة نور الدين على المسامحة المذكورة ملمعة بالذهب والمداد الأسود ، وأخبرني أن جانبا من دورهم هذه المجاورة لخان أبرك بحلب كان دور الخواجا عبد القادر المذكور انتقلت إلى والده القاضي نور الدين من بعده. وأوقفني على توقيع والده بقضاء المالكية بحلب من قبل السلطان إينال فإذا صدره بعد البسملة : الحمد لله الذي جعل نور هذا الدين عليا وأيد شريعته المطهرة بمن رقي بعلمه سموّا وأصبح للوصيّ سميّا ، وتاريخه سنة ثلاث وستين وثمانماية.
توفي قاضي القضاة نور الدين سنة سبع وتسعين وثمانماية ودفن بإيوان تربته الكائنة