٦٤٢ ـ قاضي القضاة أبو الفضل محمد بن محمد ابن الشحنة المتوفى
سنة ٨٩٠
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشهاب غازي بن أيوب بن حسام الدين محمود شحنة حلب ابن الختلو بن عبد الله المحب أبو الفضل ابن المحب أبي الوليد ابن الكمال أبي الفضل ابن الشمس أبي عبد الله الثقفي الحلبي الحنفي ، ويعرف كسلفه بابن الشحنة.
ولد كما حققته في رجب سنة أربع وثمانماية ، وأمه واسمها ميّ من ذرية موسى الذي كان حاجب حلب وبنى بها مدرسة ، ثم ولي نيابة البيرة وقلعة الروم ، ومات بالبيرة في سنة خمسين وسبعماية.
وكان مولد المحب بحلب ونشأ بها ، فقرأ القرآن عند الشمس الغزي ، وسافر مع والده إلى مصر قبل استكماله عشر سنين فقرأ في اجتيازه بدمشق عند البابي ، وفي القاهرة عند البرديني وكتب على ابن التاج وعبد الله الشريفي يسيرا ، ثم عاد إلى حلب فأكمل بها القرآن عند العلاء الكلزي ، وحفظ في أصول الدين «عمدة النسفي» وغيرها ، وفي «القراءات الطيبة» لابن الجزري ، وفي علوم الحديث والسيرة «ألفيتي العراقي» ، وفي الفقه «المختار» ثم «الوقاية» ، وفي الفرائض «الياسمينية» (١) ، وفي أصول الفقه المنار ، وفي النحو «الملحة والألفية والشذور» وبعض «توضيح ابن هشام» و «ألفية ابن معطي» ، وفي المنطق «تجريد الشمسية» ، وفي المعاني والبيان «التلخيص» إلى غيرها من مناظم أبيه وغيرها حسبما قاله لي بزيادات وأنه كان آية في سرعة الحفظ بحيث إنه حفظ ألفية الحديث في عشرة أيام ، ورام فعل ذلك في ألفية النحو فقرأ نصفها في نصف المدة وما تيسر له في النصف الثاني ذلك ، وعرض بعض محافيظه على عمه أبي اليسر والعز الحاضري والبدر ابن سلامة وكتب له فيما قاله لي :
سمح الزمان بمثله فاعجب له |
|
إن الزمان بمثله لشحيح |
فالأصل ذاك والخلال حميدة |
|
والذهن صاف واللسان فصيح |
__________________
(١) أشارت حاشية طبعة «الضوء اللامع» إلى أن الياسمينية في علم الجبر والمقابلة لا الفرائض كما جاء في حاشية الأصل.