عن الخيضري ، ثم انفصل عنها بعد سنتين به وولي قضاءها مرة بعد أخرى ثم نظر الجيش بحلب.
وحج وزار بيت المقدس مرارا. لقيته بحلب وغيرها وحمدت لقيه وإحسانه.
وكان إنسانا حسنا متواضعا كريما متوددا خبيرا بالأحكام ذا إلمام بطريق الوعظ وكذا بالعلم في الجملة. أقام بحلب منفصلا عن القضاء وغيره نحو ثلاث سنين حتى مات شهيدا بالبطن بل وبالطاعون بعد إقامته نحو خمسين يوما متعللا عشية ليلة السبت عاشر صفر سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه من الغد بالجامع الكبير في محفل تقدمهم أبو ذر ابن البرهان بوصية منه ، ودفن ظاهر باب المقام رحمهالله وإيانا ا ه.
وله ترجمة في در الحبب إلا أنه ذكر وفاته سنة ٨٨١ ، وكذا في الدر المنضد لكنها موجزة.
٦٢٩ ـ أحمد أبو ذر المؤرخ ابن الحافظ الكبير البرهان المتوفى سنة ٨٨٤
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الشيخ موفق الدين أبو ذر ابن الحافظ البرهان أبي الوفا ، الطرابلسي الأصل ثم الحلبي المولد والدار ، الشافعي ، والد أبي بكر الآتي وهو بكنيته أشهر.
ولد في ليلة الجمعة تاسع صفر سنة ثمان عشرة وثمانماية بحلب ونشأ بها ، فحفظ القرآن وجوده على أبيه والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحديث والنحو ، وعرض على العلاء ابن خطيب الناصرية فمن دونه من طلبة أبيه ، وتفقه بالعلاءين المذكور وابن مكتوب الرحبي والشمس السلامي وبه انتفع فيه وفي العربية وآخرين ، وكذا أخذ العربية عن ابن الأعزازي والشمس الملطي والزين الخرزي وجماعة ، والعروض عن صدقة ، وعلوم الحديث عن والده وشيخنا وسمع عليهما وعلى غيرهما من شيوخ بلده والقادمين إليها. ودخل الشام في توجهه للحج فسمع بها على ابن ناصر الدين وابن الطحان وابن الفخر المصري وعائشة ابنة ابن الشرايحي ولم يكثر بل جل سماعه على أبيه. وأجاز له جماعة باستدعاء صاحب ابن فهد.
وتعانى في ابتدائه فنون الأدب فبرع فيها وجمع فيها تصانيف نظما ونثرا ، ثم أذهبها حسبما أخبرني به عن آخرها. ومن ذلك : «عروس الأفراح فيما يقال في الراح» ، و «عقد