وحج غير مرة منها في موسم سنة سبع وسبعين وجاور بمكة إلى التي تليها وأقرأ هناك يسيرا وأفتى ، ثم سافر منها إلى بيت المقدس فأقام به نحو شهرين وما سلم من معاند في كليهما بحيث رجع عما كان أضمره من الإقامة بأحدهما ، ورأى أنه رعاية جانبه في بلده أكثر ، فعاد إليها ولم يلبث أن مات في ليلة الجمعة في التاسع والعشرين من رجب سنة تسع وسبعين بعد تعلله زيادة على خمسين يوما ، وماتت أم أولاده قبله بأربعين يوما ، وكانت جنازته مشهودة رحمهالله تعالى وإيانا ا ه.
٦١٩ ـ علي بن عبد الرحمن ابن البارد المعري المتوفى سنة ٨٨٠
علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن معالي بن إبراهيم نور الدين ابن الزين ابن العلاء المعري الأصلي الحلبي الشافعي ، ويلقب أبوه فيما بلغني بابن البارد.
كان نقيب المحب ابن الشحنة وفي خدمته مع عقل وفهم وحذق في المباشرة ونحوها ، ثم تنافرا وولي قضاء الشافعية بحلب وكتابة سرها ونظر جيشها ، ومات في شوال سنة ثمانين وأظنه جاوز الخمسين رحمهالله ا ه.
الكلام على تربته :
قال أبو ذر في الكلام على الترب : تربة القاضي الرئيس نور الدين ابن المعري شرقي تربة سودي [خارج باب المقام] أنشأها في سنة ثلاث وسبعين وثمانماية ، وهي مشتملة على قبة وشبابيك من الحجارة الرخام الصفر والسود ، وجعل داخل هذه التربة فسقيتين للموتى إحداهما للذكور والأخرى للإناث.
الكلام على تربة سودي التي أشار إليها :
وقال قبل ذلك : تربة سودي هي بالقرب من الظاهرية ، وهي مشتملة على قبة من الحجر الهرقلي وحوش به بيوت ، أنشأها سودي كافل حلب الذي أجرى نهرها لما انقطع ووقف على هذه التربة وقفا بسوق الحرير القديم وهو الآن سوق النحاسين قبلي الجامع الأعظم ا ه.
أقول : لا زال هذا السوق يعرف بسوق النحاسين ، حتى إن الخان الذي هناك يسمى