٥٨٩ ـ محمد بن أحمد العجمي المتوفى سنة ٨٥٧
محمد بن أحمد بن عمر بن الضيا محمد بن عثمان بن عبيد الله بن عمر ابن الشهيد أبي صالح عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد الشهاب أبو جعفر بن الشهاب أبي العباس بن أبي القاسم القرشي الأموي الحلبي الشافعي ، ويعرف بابن العجمي.
ولد في العشر الأول من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعماية بحلب ونشأ بها ، فسمع على الشهاب ابن المرحل والشرف أبي بكر الحراني وأبي حفص بن عمر أيدغمش وخليل بن محمود الشهابي وأبي جعفر الأندلسي والعز الحسيني وابن صديق في آخرين ، وبدمشق على عائشة ابنة ابن عبد الهادي ، وبالقاهرة على البلقيني وغيره. أجاز له الصلاح ابن أبي عمر وجويرية الهكارية والحراوي وخلق. وكان قد تفقه بالزين ابن الكركي والشرف الداديخي. وولي قضاء حلب عقب الفتنة في إمرة دمرداش فسار فيه أحسن سيرة ، ثم عزل نفسه بعد أربعة أشهر لكون نائبها طلب منه القرض من الأوقاف أو من مال الأيتام ولم ينفك عن النيابة عمن يليه ، وكذا باشر نظر عدة مدارس وتدريسها كمدرسة جده الشرفية والزجاجية والسيفية والظاهرية وحدث. كتب عنه شيخنا وأورده في معجمه وقال : أجاز لأولادي ، ثم سمعت عليه بحلب أشياء ذكرتها في فوائد الرحلة انتهى. وممن سمع منه من أصحابنا ابن فهد ومن شيوخنا الأبي مع أبي موسى في سنة خمس عشرة وأجاز له.
وكان من رؤساء بلده وأصلائها لطيف المحاضرة حريصا على ملازمة البرهان الحلبي حتى إنه حج هو وإياه في سنة ثلاث عشرة ، ثم حج بمفرده بعد ذلك. وكتب عن البرهان شرحه للبخاري وغيره من تصانيفه وسمع عليه غالب الكتب الستة ، ذا شكالة حسنة ، رأى الناس وتأدب بهم لكن مع الإمساك وحدة الخلق.
مات في بكرة يوم الأربعاء منتصف رمضان سنة سبع وخمسين وصلي عليه بجامع الكبير ودفن بالمدرسة الكاملية بالجبيل الصغير وهو في عقود المقريزي وبيض له رحمهالله وإيانا ا ه.
وترجمه أبو ذر في كنوز الذهب ، ومما قاله في ترجمته : نشأ يتيما في حجر عمه شمس الدين ، وقرأ على والدي كثيرا ، وكان يتأدب بآدابه ، وحج معه سنة ثلاث عشرة ولازمه