الأشراف ، واختصر تاريخ ابن خلكان ، وله معرفة بأنساب أقاربه ، واعتنى بذلك وجمعهم في كراريس.
وكان رئيسا صدرا محتشما كريم النفس والأخلاق حسن المحاضرة والمفاكهة لا تمل مجالسته كبير الرياسة غزير السياسة ولا ينزل من مضارب الرياسة إلا في خباء مروءة ، يود من لا يعرفه ويسعف قاصده ولا يعنفه. ولم يزل على حالته إلى أن مضى إلى حال سبيله ، وأنجب ولداه العلامتان زين الدين وشرف الدين ، وكان هو وهما أعيان عصرهم وشامة حلب بل شامهم.
إذا ركبوا زانوا المواكب هيبة |
|
وإن جلسوا كانوا صدور المجالس |
وهم من بيت سعادة وحشمة ، وسيادة ونعمة ، وفتوى وفتوة ، ومكارم للناس مرجوة.
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم |
|
مثل النجوم التي يسرى بها الساري |
ولما بلغت وفاته المحبي ابن الشحنة حزن عليه حزنا عظيما وكتب إلى صهره القاضي زين الدين من قصيدة يرثيه بها :
لقد ضحكت رياض الأرض لما |
|
بكت من فوقها سحب السماء |
وقد فقد الضياء فصار ليلا |
|
نهار العز من فقد الضياء |
وقلت مضمّنا :
ابن النصيبيّ الضياء له الورى |
|
عدموا وحزنهم عليه طويل |
هيهات لا يأتي الزمان بمثله |
|
إن الزمان بمثله لبخيل |
وكان قد أصابه الفالج قبل ذلك وداواه معين الدين العجمي ا ه.
ورأيت مجموعة فيها عدة رسائل في المكتبة الموقوفة على التكية الإخلاصية في حلب معظمها بخط المترجم منها التبيين لأسماء المدلسين ، وتذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنه مخضرم ، والاغتباط بمن رمي بالاختلاط ، والرسائل الثلاثة للحافظ الكبير البرهان إبراهيم الحلبي وقد تقدمت ترجمته.