يا شيخ الاسلام ارتحلت برغمنا |
|
فانسر قوم ما هم أكفاء |
وقال في ختامها :
يا ابن الخطيب سقى ثراك بوابل |
|
من رحمة لا تنقضي سحّاء |
وأثاب فيك المسلمين مصابهم |
|
فاليوم حقا ماتت الآباء |
وأنشدها شمس الدين بن أنشا على قبره بصوت حسن فأبكى الناس.
وصنف تصانيف منها «الطيبة الرائحة» في تفسير الفاتحة و «ضوء البصيرة في شرح حديث بريرة» و «الدر المنتخب في تاريخ حلب» وشرح قطعة من الأنوار في الفقه وغير ذلك ا ه. باختصار كثير ولو ذكرتها بتمامها لطال الكلام ، وقد تكلمت على تاريخه في المقدمة.
٥٥٨ ـ أبو بكر بن محمد الطولوني المتوفى سنة ٨٤٣
الشيخ الإمام العالم القدوة تقي الدين أبو الصدق أبو بكر بن الشيخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين عبد الله الحلبي الطولوني البسطامي الشافعي شيخ المدرسة الطولونية بالقدس الشريف.
ولد في يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. كان من أهل العلم والعمل ومن أعيان المشايخ ، قدم إلى القدس في سنة أربع عشرة وولي مشيخة الطولونية فأحياها بالذكر والعبادة والتلاوة ، وتردد أهل الخير إليه ، وكان خطه في غاية الحسن ، بلغ من العمر فوق خمس وتسعين سنة. توفي بالقدس الشريف في التاسع عشر من رمضان سنة ثلاث وأربعين وثمانماية ودفن بحوش البسطامية بماملا رحمهالله. وعند رأسه بلاطة مكتوب عليها من نظمه وكانت له عنده مدة بالطولونية في حياته جهزها لذلك :
رحم الله فقيرا |
|
زار قبري وقرا لي |
سورة السبع المثاني |
|
بخشوع ودعا لي |
ومكتوب أيضا على قبره من نظمه :
من زار قبري فليكن عالما |
|
أن الذي لاقيت يلقاه |