ثم قال بعد أوراق : في أول يوم من شوال سنة ست وعشرين وصل كافل حلب جارقطلو وكان شهما مع جنون. (إلى أن قال) : واستقر جارقطلو في كفالة حلب إلى جمادى الأولى سنة ثلاثين ، وهو الذي كتب إلى أهل عين تاب يعلمهم أن علي باك المتقدم ذكره إذا حصل عندهم يطالعونه بذلك ، فحصل عندهم فأعلموه ، فركب إلى عين تاب وخرج من حلب وحده من باب النيرب لئلا يشعر به أنه خرج إلى عين تاب ، وتبعه شهاب الدين بن السفاح كاتب السر ، وما زال راكبا ، وأرسل شخصا من الطريق بين يديه وقال له : من وجدته في الطريق فأمسكه ، فسار فإذا هو براكب فأمسكه فإذا هو نذير إلى عين تاب يعلمه بأن الكافل واصل ، فوصل الكافل إلى عين تاب بكرة النهار فإذا هو بعلي باك قد سكر تلك الليلة وبات عند قينة وهو نائم ، فأرسل إليه فأيقظه وأخبره بوصول الكافل ، فنزل ومنديله في عنقه فأمسكه وجاء به إلى حلب ، ثم أدعى عليه بأنه قتل ابن عمه. وفي غضون الدعوى سل علي باك سيف محمد الحاجب بحلب وهو الذي كان ماسكا بجنزيره ليقتل غريمه ، فجذبه الحاجب بجنزيره فوقع إلى الأرض فضربه المدعي فقتله. ثم إنه غسل وكفن ودفن بالجبيل إلى جانب السور. انتهى.
وهنا كما ترى لم يذكر سنة قتله ولا ريب أنها كانت ما بين سنة ٨٢٦ إلى سنة ٨٣٠.
٥٢٥ ـ عبد الرحمن بن الشحنة المتوفى سنة ٨٣٠
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن ختلو فتح الدين أبو البشرى الحلبي المالكي أخو علي والمحب محمد الحنفي الأسن والمحب الأكبر ، ويعرف كسلفه بابن الشحنة.
ولد في سنة ثلاث وخمسين وسبعماية وسمع على الظهير ابن العجمي والكمال ابن حبيب وابن الصابوني ، ومما سمعه عليه سنن الدمياطي ، وأخذ عن أبيه وأخيه والزين (١) الهندي ، وناب عن أخيه في قضاء الحنفية بحلب ، وولي إفتاء دار العدل ، ثم تحول بعد الفتنة العظمى مالكيا وولي قضاء المالكية ببلده نيفا وعشرين سنة ، ولم يتهن بذلك بل حصل له نكد لاختلاف الدول. وقدم القاهرة غير مرة.
__________________
(١) في «الضوء اللامع» : والسراج الهندي.