وولي ببلده قضاء العسكر ، وكذا الحسبة مرارا مسؤولا في ذلك ، وحمدت مباشرته. وعفته وحرمته مشهورة. مات بعد الفتنة بأيام في ربيع الأول سنة ثلاث عن خمس وخمسين شهيدا ، ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا في إنبائه باختصار ا ه.
٤٨٠ ـ أبو بكر الداديخي المتوفى سنة ٨٠٣
أبو بكر بن سليمان بن صالح الشرف الداديخي الأصل الحلبي الشافعي ، وداديخ قرية من عمل سرمين من غربيات حلب.
أخذ النحو بحلب عن أبي عبد الله وأبي جعفر الأندلسي ، وتفقه بها على أبي حفص الباريني ، وبدمشق على التاج السبكي ، بل أخذ فيها أيضا عن الشمس الموصلي والحافظ ابن كثير ، وبرع في الفقه وأصوله ، وناب في تدريس المدرسة الصاحبية تجاه النورية ، ثم استقل بها وسكنها مديما للإشغال والاشتغال والتصنيف والإفتاء والكتابة بحيث كتب كثيرا من كتب العلم ونفع الناس. وولي القضاء بحلب مدة. وكان دينا عالما. مات بدير كوش من أعمال حلب بعد كائنة تيمور في ربيع الآخر سنة ثلاث ودفن هناك. ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا وأرخه في جمادى الأولى والله أعلم ا ه.
٤٨١ ـ يوسف بن موسى الجمال الملطي المتوفى سنة ٨٠٣
يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي بكر (١) بن عبد الله الجمال أبو المحاسن بن الشرف الملطي الحنفي ، ويعرف بالجمال الملطي.
ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريبا بملطية ، وأصله من خرت برت ، وقدم حلب في شبابه وحفظ القرآن ومتونا واشتغل بها حتى مهر ، ثم ارتحل إلى الديار المصرية وهو كبير ، فأخذ عن علمائها كالقوام شارح الهداية ، فإنه لازمه كثيرا بالصر غتمشية ، وكان معيدا فيها مدة حياته ، فلما مات أخذ عن أرشد الدين وأمثاله ، قاله العيني ، وكذا أخذ عن العلاء التركماني وابن هشام ، وسمع من مغلطاي والعز ابن جماعة ، وحدث عن أولهما
__________________
(١) في «الضوء اللامع» : أبي تكين.