(وذكر الدميري) قال : عرض لبعض الحلبيين جنون ، وكان الشيخ إبراهيم اللازوردي إذ ذاك بدمشق ، فكتب إليه أهله يخبرونه بحاله ، فأرسل إليه بشراب في إناء ، فسقي منه فشفي وكتب في صحيح مسلم ، ثم عاوده فسقي منه فشفي وعاود الكتابة ، فلم يزل كذلك حتى فرغ الشراب فلم يعاوده شيء من ذلك.
(وأما) أقوال الناس واختلافهم في أمره فهي عادتهم في أهل الخير والصلاح والعفاف والانقطاع عن الناس ، فتارة يرمونه باعتقاد الفلاسفة ، وتارة يرمونه بالجنون ، وتارة بمعرفة الكيمياء إلى غير ذلك ، والرجل لسان حاله يقول :
ما تم إلّا ما يريد |
|
فدع همومك واطّرح |
واترك خواطرك التي |
|
شغلت فؤادك تسترح |
قال الشريف حسين الأخلاطي : اختار الشيخ إبراهيم الإقامة بقرية بابلّى خارج حلب المحروسة واستحسن الإقامة بها ، وكان رجلا صالحا وترجمته مشهورة.
وكانت وفاته بالقاهرة سنة ثمانماية ا ه. (الكواكب المضية).
٤٥٧ ـ سولي بن قراجا الدلغادري المتوفى سنة ٨٠٠
سولي بن قراجا بن دلغادر التركماني أمير التركمان الأوجاقية والبوزاوقية نائب أبلستين.
وليها بعد أخيه غرس الدين خليل وطالت مدته بها ، واتفقت له أمور مع العسكر الحلبي غير مرة حتى أمسك واعتقل بقلعة حلب مدة إلى أن تحيل وهرب إلى بلاده. وسبب ذلك أن الأمير يلبغا الناصري أطلقه من الحبس وأمره بالإقامة بحلب ، ثم خرج الناصري في بعض الأيام إلى الميدان وسولي هذا معه ، فلما كان الليل هرب وعلم الناصري بذلك فركب خلفه ساعة ، ثم عاد إلى مكانه ، ويقال إنه هرب بإذن الناصري له في الباطن ، ثم وقع له أمور وحوادث ، ولا زال عاصيا على السلطنة حتى قتل غيلة على فراشه في سنة ثمانمائة ، قتله شخص يقال له علي خان بسكين في خاصرته وهو نائم مع امرأته في بيت خركاه في أول الليل بالقرب من مرعش ، وذلك بممالأة الملك الظاهر برقوق على ذلك من سنين ، فلما قتل هرب علي خان في الليل إلى أن حضر الملك الظاهر برقوق فأنعم عليه وأحسن إليه وأعطاه إمرة عشرة بأنطاكية. وكان علي خان في خدمة ولد سولي هذا الأمير صدقة ابن سولي.