تنفيذ ما أمره به الحجة عجل الله فرجه في تصنيف كتاب في
الغيبة :
في رجوعه من زيارة مشهد الامام الرضا الله من بنيشابور وأقام بها مدة، وسمع من علمائها، ووجد حيرة بعضهم في أمر غيبة المهدي عجل الله
فرجه وإليك نص قوله : إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا، إني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيشابور وأقمت بها، فوجدت أكثر المختلفين إلى من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ، ودخلت عليهم في أمر القائم الله الشبهة ، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقاييس ، فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، حتى ورد إلينا من بخارى شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلدة قم ، طالما تمنيت لقاءه واشتقت إلى مشاهدته ؛ لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته ، وهو الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن علي ابن الصلت القمي أدام الله توفيقه، وكان أبي يروي عن جده محمد بن
أحمد بن علي بن الصلت قدس الله روحه ويصف علمه وعمله وزهده
وفضله وعبادته .
وكان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله وجلالته يروي عن أبي
طالب عبد الله بن الصلت القمي الله ، وبقي حتى لقيه محمد بن الحسن
الصفار وروى عنه ، فلما أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ - الذي هو من
أهل هذا البيت الرفيع - شكرت الله تعالى ذكره على ما يسر لي من لقائه ،
وأكرمني به من إخائه ، وحباني به من وده وصفائه .