ثبتت بنفس الطريق ؟!
حواره الله مع الزنادقة :
وأما في حواره مع الزنادقة فقد سلك الله المنهج العقلي ، لعدم إيمان هؤلاء بالله تعالى وكتبه وأنبيائه، وكان يتبع مع هؤلاء أسلوب الحوار
المفتوح ، ورائده في ذلك الإقناع بالدليل الرصين والبرهان المتين . كما يتراءى لنا ذلك من خلال هذا النص عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا الله، قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا اليا وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن الله : أرأيت إن كان القول قولكم ، وليس هو كما تقولون، ألسنا وإياكم شرع سواء ، ولا يضرنا ما صلينا وزكينا
وأقررنا ؟ فسكت .
فقال أبو الحسن الله : وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا ، وكما
نقول ، ألستم قد هلكتم ونجونا ؟».
قال : رحمك الله ، فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟
قال الله : ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط ، وهو أين الأين ولا أين ،
وكيف الكيف وكان ولا كيف ، فلا يُعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يُدرك
بحاسة، ولا يقاس بشيء».
قال الرجل : فإذن ، إنه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس ؟
فقال أبو الحسن الله : ويلك ، إذا عجزت حواسك عن إدراكه
أنكرت ربوبيته ؟! ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا ، وأنه
شيء بخلاف الأشياء» .
قال الرجل : فأخبرني ، متى كان ؟