حجراً ، قام إليه علي بن محمد بن الجهم ، فقال له : يابن رسول الله ، أتقول
بعصمة الأنبياء؟ قال الله : نعم ..
قال : فما تعمل في قول الله عز وجل وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (١)؟ فكان من جواب الإمام الله أنه قال : «كانت المعصية من آدم في الجنة ، لا في الأرض ، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله . فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة ، عصم بقوله عز وجل : (إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (۲) (۳). وعندما سأله المأمون عن الآية ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَأَى
بُرْهَانَ رَبِّهِ . (٤) ؟
فقال له : «لقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت
به ، ولكنه كان معصوماً لا يهم بذنب ولا يأتيه».
فقال المأمون : الله درك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل :
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ (٥)؟
فقال الرضا الله : «ذاك يونس بن متى الله ، ذهب مغاضباً لقومه ، فظن بمعنى استيقن ، أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) (٦) أي لن تضيق عليه رزقه ، ومنه قوله
عزوجل : وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) (۷) أي ضيق وقتر ، فنادى
(١) سورة طه ۲۰ : ۱۲۱ .
(۲) سورة آل عمران ۳: ۳۳ .
(۳) عيون أخبار الرضاء ۱: ۱۷۰٫ ضمن الحديث ١.
(٤) سورة يوسف ١٢ : ٢٤ .
( ٥ و ٦) سورة الأنبياء ۲۱ - ۸۷ .
(۷) سورة الفجر ٨٩: ١٦ .