القيامة ، والذي أكرم محمداً الله بالنبوة واصطفاه على جميع الخليقة ، لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه ، والذي أكرمنا بعد محمد الله بالإمامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري الأكرم الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه
قطرة من الماء إلا حرم الله تعالى جسده على النار» (١) .
وبعد هذا الاستعراض السريع لمقاطع ومشاهد من كتاب عيون أخبار الرضا الله، ومن خلال هذه النظرة العابرة تتكون لدينا صورة ما عن جانب من الكتاب وما يتضمنه من مواضيع تمهيداً للدخول إلى هذا
السفر الجليل . وبما أن الكتاب يعد من الكتب الروائية والمصادر الحديثية ، فمن الطبيعي أن يكون من بين هذه الأحاديث ما هو محل نظر وتأمل ، فإذا
أشكل لدى القارىء فهم بعض الروايات ولم تتضح لديه ، فليرجع في ذلك
إلى أهله ليتبين له المراد، ومن الله التوفيق والسداد .
والحمد لله أولاً وآخراً
(۱) عيون أخبار الرضا علي ٢ ١٫٢٤٨ .
ترجمة الشيخ الصدوق
اسمه ونسبه :
العالم الجليل ، والمحدث النبيل ، نقاد الأخبار، وناشر آثار الأئمة الأطهار ، والعلم الأمين، وعماد الملة والمذهب والدين ، وشيخ القميين ، ورئيس المحدثين الشيخ أبو جعفر محمد ابن الشيخ المعتمد الفقيه النبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أباً ، الديلمي أماً ، المشتهر بالشيخ الصدوق ، المولود بدعوة الإمام صاحب
الزمان عجل الله تعالى فرجه .
ولادته :
ولد يقم بعد وفاة سفير الحجة محمد بن عثمان العمري ، وفي أوائل سفارة الحسين بن روح ، وكانت وفاة العمري سنة ٣٠٥ هـ . وقال الزركلي
في أعلامه: إنه ولد سنة ٣٠٦ هـ ٩١٨م (١) .
دعاء الحجة الله لوالد الصدوق :
قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في شأن ولادة الشيخ الصدوق : قال ابن نوح : وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سورة القمي حين قدم علينا حاجاً قال : حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يُرزق منها ولداً ، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح الله أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه
(١) الأعلام للزركلي ٦ : ٢٧٤ .