- ١٥ -
باب ذكر مجلس آخر للرضا عليهالسلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهمالسلام
[١٦٢/١] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضياللهعنه ، قال : حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليهالسلام علي بن موسى عليهماالسلام ، فقال له المأمون : يابن رسول الله ، أليس من قولك : إن الأنبياء معصومون ؟ قال : «بلی» ، قال : فما معنى قول الله عز وجل : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) (١) .
فقال عليهالسلام : إن الله تبارك وتعالى قال لآدم : ( اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ )، وأشار لهما إلى شجرة الحنطة ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٢) ولم يقل لهما : لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من . جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة (٣) ، وإنما أكلا من غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال : ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ ) (٤) وإنما نها كما أن تقربا غيرها ، ولم ينهكما عن الأكل منها ، ( إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
__________________
(١) سورة طه ٢۰ : ١٢١.
(٢) سورة البقرة ٢ ٣٥ .
(٣) في المطبوع زيادة : ( ولم يأكلا منها ، ولم ترد في جميع النسخ والحجرية والاحتجاج والبحار .
(٤) سورة الأعراف ٢٠١٧.