وبممارسة الإمام الله هذه السياسة التي كان يتبعها مع خصومه، واتباعه سبل المنازلة السلمية ذاع صيته ، وتجنّب بذلك الوقوع في جميع النتائج السلبية لقبوله البيعة ، فلم يمنح الحكم الشرعية المطلوبة . وبقبوله حال دون حدوث تغيير في القيادة لخط أهل البيت الا في فترة حرجة . حيث كان من الممكن أن يؤدي امتناعه إلى دعاية واسعة النطاق ضده، بزعم أنه فوت فرصة ثمينة لا تعوّض، كما أن الرفض قد يؤدى إلى فتنة ولغط داخل الكيان الشيعي ، كأن يثار سؤال كبير : لماذا لم يقبل الخلافة أو ولاية العهد وقد عرضنا عليه ؟! بدل السؤال الذي أثاره البعض بعد قبوله :
لماذا قبل ؟
أضف إلى ذلك أن الإمام الله قد حال دون حدوث موجة جديدة من الإرهاب والمطاردة والقتل ضد أتباع أهل البيت لا من جديد ، كما أحدث بقبوله انقساماً حاداً في الصف العباسي لعدم قبول العباسيين بولاية العهد هذه، خوفاً من انتقال الخلافة إلى البيت العلوي، وهكذا نجد أن الإمام الله قد نجح من نقل المواجهة من طابع الدفاع والتوقي إلى حال هجومية تشمل التصدي حسبما تسمح به الظروف ، فترسخت الحالة
الشيعية في زمانه واشتد ساعدها .
أحاديث العترة ال :
كان من جملة مساعي الإمام هو التركيز على قضية مهمة دعا إليها النبي ، وهي التمسك بأهل البيت واتباعهم، كما أرشد إليه الحديث النبوي المشهور بحديث الثقلين المتواتر بين جميع المسلمين ، فكان دور الإمام في هذا المضمار متمماً ومكملاً لدور جده المصطفى ، كما