وفعلهم هذا صريح في توثيقه بناءً على قاعدتهم واصطلاحهم ، إذ لا وجه له غير ذلك ، فهذا إجماع من الجميع على صحة روايات الصدوق
وثقته .
وقد صرحوا بأن قولهم : فلان صحيح الحديث يفيد التعديل ، ويدل على التوثيق والضبط ، وصرحوا بأن قولهم وجه يفيد التعديل ، وأن «الثقة» بمعنى : العدل الضابط ، فقولهم فيما مر وجه الطائفة مع قولهم في «حفظة»
يفيد التوثيق . والحق أن العدالة فيه زيادة على معنى الثقة ، بل بينهما عموم من
وجه ، ومعلوم أن توثيق كل واحد من المذكورين مقبول فكيف الجميع ؟! وثانيهما : إنهم أجمعوا على مدحه بمدائح جليلة عظيمة ، واتفقوا على تعظيمه وتقديمه على جملة من الرواة، وتفضيله على كثير من الثقات . ، ، مع خلوه من الطعن بالكلية وحاشاه من ذلك، مضافاً إلى كثرة
رواياته جداً .
وقد قالوا له : إعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا
وغير ذلك .
وثالثها : ما هو مأثور مشهور من ولادته ببركة دعاء صاحب
الأمر الله ، واعتناؤه واهتمامه بالدعاء لأبيه بولادته ، وما ورد في التوقيع إلى
أبيه من الإمام الله مشهور ، مع أنه رئيس المحدثين وقد صنف ثلاثمائة
كتاب في الحديث ، ولو كان فاسقاً ، والعياذ بالله لوجب التثبت عند خبره ،
وقد شاركه في الدعاء والثناء أخوه الحسين وقد صرحوا بتوثيقه ، ومعلوم أن
محمداً أجل قدراً في العلم والعمل، وأعظم رتبة في الفقه والرواية من
أخيه .