وعن البرقي في المحاسن بسنده عن أبي الوليد البحراني ، ثمّ الهجري ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّ رجلا قال له : «أنت الّذي تقول (١) ليس شيء من كتاب الله إلا معروف؟» قال عليهالسلام :
«ليس هكذا قلت ، إنّما قلت (٢) : ليس شيء من كتاب الله إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه ممّا لا يعلمه الناس ـ إلى أن قال : ـ إنّ للقرآن ظاهرا وباطنا ، ومعانيا ، وناسخا ومنسوخا ، ومحكما ومتشابها ، وسننا وأمثالا ، وفصلا ووصلا ، وأحرفا وتصريفا ، فمن زعم أنّ الكتاب مبهم فقد هلك وأهلك ـ الحديث.» (٣)
قال صاحب الوسائل :
«المراد من آخره أنّه ليس بمبهم على كلّ أحد ، بل يعلمه الامام عليهالسلام ومن علّمه إيّاه ، وإلا لناقض آخره أوّله.»
أقول :
بل الظاهر أنّ المراد أنّ الكتاب ليس مبهما بنفسه بحيث لا يفي ببيان مداليله ، بل فيه تبيان كلّ شيء ومشتمل على بيان المرادات ، ولكن لا يصل إلى ذلك كلّ أحد لقصور مرتبتهم عن ذلك. فليس الاجمال فيه ، بل قصور بصائر الناس يمنعهم عن إدراكه ، كالشمس في رابعة النهار بالنسبة إلى الاعمى والضرير والخفّاش.
__________________
(١) في بعض النسخ : «تزعم أن».
(٢) في بعض النسخ : «ولكن» بدل «إنّما قلت».
(٣) المحاسن ، باب ٣٦ من كتاب مصابيح الظلم ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٦٠ ؛ والوسائل ، ج ١٨ ، باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ، ص ١٤١ ، ح ٣٩ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب أنّ للقرآن ظهرا وبطنا ، ص ٩٠ ، ح ٣٤ ؛ والبرهان ، ج ٢ ص ٣ ، ح ٣.