والقمر يبليان كلّ جديد ، ويقرّبان كلّ بعيد ، ويأتيان بكلّ موعود ، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز (١).
قال : فقام المقداد بن الأسود فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله وما دار الهدنة؟ فقال :
دار بلاغ (٢) وانقطاع ، فاذا التبست عليكم الفتن كقطع اللّيل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فانّه شافع مشفّع وماحل (٣) مصدّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار ؛ وهو الدّليل يدلّ على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم (٤) وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ؛ له تخوم وعلى تخومه تخوم (٥) ، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار (٦) الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصّفة.» (٧)
__________________
(١) العيّاشي : «المفاز».
(٢) العيّاشي : «بلاء».
(٣) في المخطوطة : «مماحل».
(٤) العيّاشي : «حكمة».
(٥) في المخطوطة : «تخومة» ، وفي بعض نسخ الكافي في الموارد الثلاثة : «نجوم» بدل «تخوم».
(٦) العيّاشي : «المنازل».
(٧) العيّاشي : «ودليل على المعروف لمن عرفه» ، والحديث في الكافي ، ج ٢ ، كتاب فضل القرآن ، ص ٥٩٨ ، ح ٢ ؛ والعيّاشي ، ج ١ ، ص ٢ ، ح ١ ؛ ونوادر الراوندي مع ما زاد في الكافي وسيأتي كما في البحار ، ج ٩٢ ، باب فضل القرآن ، ص ١٧ ، ح ١٧ ؛ وهكذا في الصّافي والبرهان.