«نحن الناس ، وشيعتنا أشباه الناس ، وسائر الناس نسناس» (١).
وقد فسّر «الناس» في بعض الآيات ـ أيضا بهم عليهمالسلام (٢) على ما ببالي.
وحينئذ فلعلّ في الآية إشارة إلى قبول الولاية ومتابعة الاولياء ، والتشبّه بهم والاقتداء بطريقتهم.
وأمّا احتمال إرادة «عبد الله بن سلام» وأضرابه ممّن كانوا على طريقة أهل الكتاب فآمنوا ، فهو غير ظاهر الوجه ؛ وحينئذ فيندرج في الآية جميع مراتب الايمان من قبول التوحيد والرسالة والولاية وغيرها اعتقادا والتزاما وتخلّقا بموجبها ، وإخلاصا وعملا على ما سبق في بيان الايمان لاندراج جميع تلك الشؤون في المشبّه
__________________
(١ و ٢) فانظر رواية حسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ ـ عليهمالسلام ـ رواه الفرات (ره) فى تفسيره ، ص ٨ ، وهي : «قال : قام رجل إلى علي عليهالسلام ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن الناس وأشباه الناس والنسناس. قال : فقال علي ـ عليهالسلام ـ : أجبه يا حسن. فقال له الحسن ـ عليهالسلام ـ : سألت عن الناس فرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ الناس : لأن الله يقول : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) (البقرة / ١٩٩) ونحن منه. وسألت عن أشباه الناس ، فهم شيعتنا ، وهم منا وهم أشباهنا. وسألت عن النسناس ، فهم هذا السواد الاعظم.» والسواد من الناس كما قال الفيروز آبادي عامتهم.
وكذا روايات رواها أساطين المشايخ كالكليني ، والصفار ، والشيخ ، والعياشي وغيرهم ـ رحمهمالله تعالى أجمعين ـ في الكافي ، والبصائر ، والامالي ، وتفسير العياشي وغيرها ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهماالسلام ـ في تفسير آية : (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً* أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ...) (النساء / ٥٣ و ٥٤) قالا : «نحن الناس». فراجع البرهان ، ج ١ ص ٣٧٥ ـ ٣٧٩ وأيضا رواية رواها ابن المغازلي في المناقب ، ص ٢٦٧ ، ح ٣١٤ ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ في تفسير الآية المتقدمة ؛ وابن حجر الهيثمي في الصواعق ، ص ١٥٠ ؛ والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة ، ص ١٢١ ، كلاهما عن طريقه ، قال ـ عليهالسلام ـ : «نحن الناس».