منافع أخر من تكميل المعرفة بحالهم وطلب مقاماتهم ودرجاتهم.
وأمّا في حقّ غيرهم ، فربما للمتوسّم المتفرّس منها أشياء باماراتها إذا دقق النظر فيها ، وتخلّى عن الشواغل الملهية للنفس عن ذاتها ، وأمعن الفكر في حالها ، وتحقق له خلوة مع نفسه وذاته ، فربما يظهر له آلام أو لذّات لا سبب له من الخارج أصلا ، ولا في أعضائه وقواه ما يقتضيه ، بل لا يبعد أن يكون من أعظم أسباب الميل إلى الملهيات والشواغل ومجالس البطالة وغيرها هو استشعار النفس آلامها الباطنيّة ، فتطلب ما يلهيه ، ويرفع إدراكها لئلا يتألّم بها تألّما فعليّا ، كما لا يبعد أن يكون من أسباب سوء الحال الواقع عند القيام من النوم المشاهد في حقّ كثير من الناس هو إدراك النفس حالها عند تفرّغها عن الشواغل الظاهريّة ، ورجوعها عن الخارج إلى الداخل من جهة النوم. نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا.