مجعولا له ؛ إذ لكل من تلك الاسماء المتقابلة طلوعا يظهر عنده آثاره واستواء في الكمال ، وغروبا يختفي عنده أهله ، ويكونون مغلوبين مقهورين.
ومن هنا يظهر أن لكل طائفة خاصّة زمان ملك وسلطنة واستيلاء هو زمان طلوع الاسم المنتسب إليهم ؛ إذ الناس على دين ملوكهم وطريقتهم.
ثم إن الاعتبار يقضي بكون زمان كل اسم من الاسماء في كل مرتبة بعدد الحرف الدال عليه ؛ إذ الحرف قالب المعنى والاصل مطابقتها في صفات المعنى ، فاذا كان الحرف له عدد خاص كان الظاهر ثبوت ذلك العدد للمعنى ، بل كون الحرف تابعا للمعنى في العدد.
ثم إن الجمع بين عدة من تلك الحروف في الكلام الذي ليس في الامكان أكمل منه من كل وجه لا بدّ وأن يكون لحكم ومناسبة وتوافق وقع بين تلك الحقائق بحيث وقعت الالفة بينهما ، وتحقق اجتماع تلك المعاني في موضع واحد حتى يوافق الكتاب التكويني الكتاب اللّفظي ، ويكون إظهار ذلك لفظا بالوحي دليلا على ظهور مظهر تلك المعاني المجتمعة في العين في مدة مجموع أعداد آحادها ؛ إذ بعد الاجتماع فى المحل يكون ظهور ذلك المظهر الجامع واستيلائه بقدر زمان كل منها مع رعاية موافقة اللّفظ والعين في العدد وحينئذ فكل فاتحة من فواتح السور يدل على استيلاء مظهر تلك الفاتحة ، وملكه في المدة المدلول عليها بحروف تلك الفاتحة.
ولعلّه لما ظن اليهودي المتقدم أن «الم» متعلّق بأصل النبوة والشريعة حكم بأنه مدة ملك الدين وأكل امته (١) وذلك لأنه ظن أجزاء زمان الشريعة متشابها متوافقا فجعله زمانا له ولم يعلم أنه قرون وأعصار مختلفة.
وفواتح السور المتعلّقة بها كثيرة ؛ فمنها : ما يتعلّق بقيام بني العباس وانقضاء دولة بنى أمية «المص» على ما سبق ولا إشكال فيه بأن الظاهر من التواريخ وتصفح الاخبار ان ظهور دولة العباسيين قبل ذلك بسنين كثيرة يمكن دفعه بأن المناسب لمبدء العدد ليس هو الهجرة ، بل هو زمان البعثة ، فانه أول زمان النبوة.
__________________
(١) راجع الرواية المنقولة عن ابن بابويه (ره) ، عن الباقر ـ عليهالسلام ـ في ص ٣٦٨.