فعن تفسير الامام عليهالسلام أنّ معنى «الم» :
«هذا الكتاب الّذي أنزلته [عليك] هو الحروف المقطّعة الّتي منها : ألف ، لام ، ميم ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم ، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين.» (١)
قال في الصافي :
«هذا أيضا يدلّ على أنّها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان.» (٢)
وفيه نظر ظاهر ، بل الظاهر منه هو الوجه الّذي اختاره جماعة من المفسّرين من أنّ : «ورودها مسرودة هكذا على نمط التعديد ، ليكون كالايقاظ وقرع العصاء لمن تحدّى بالقرآن ؛ أي : أنّ هذا المتلوّ عليهم وقد عجزوا عنه عن آخرهم كلام منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ، فلو لا أنّه من كلام خالق القدر لم يعجز معشر البشر عن الاتيان بمثل الكوثر.» (٣)
وعن العياشي ، عن أبي لبيد المخزومي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام :
«يا با لبيد ، إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر ، يقتل بعد الثامن منهم أربعه ، تصيب أحدهم الذبحة (٤) فتذبحه. هم فئة قصيرة
__________________
(١) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٢٢ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٨ ؛ وهكذا رواه الصدوق (ره) في المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة ، ص ٢٤ ، ح ٤ ؛ ونقله عنه البحراني (ره) في البرهان ، ج ١ ، ص ٥٤ ، ح ٩ ؛ والعروسي الحويزي (ره) في نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٧ ، ح ٧.
(٢) الصافى ، ج ١ ، ص ٥٨.
(٣) هذا الوجه مذكور في الكشاف ، ج ١ ، ص ١٦ ؛ وتفسير النيشابورى ، ج ١ ، ص ٤٤
(٤) قال الفيض (ره): «الذبحة بالضم والكسر كهمزة وعنبة : «الخناق.» وقال بعض في هامش العياشي : «الذبحة كهمزة : وجع في الحلق من الدم. وقيل : قرحة تظهر فيه فتنسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق».