[خطبة الكتاب]
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ يسّر بحقّ م. ع. ف. ح. ح (ع)
الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبأ توقّده ، وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضلّ نهجه ، وشعاعا لا يظلم ضوءه ، وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه ، وعزّا لا تهزم أنصاره ، وحقّا لا تخذل أعوانه. فهو معدن الايمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ الاسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ. وغيطانه وبحر لا ينزفه المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمي عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون. جعله الله ريّا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصّلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونورا ليس معه ظلمة ، وحبلا وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، وعزّا لمن تولّاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلّم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاجّ به ، وحاملا لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلأم ،
__________________
(١) هذه الفقرة الّتي كتبها المؤلّف (قده) مع البسملة في صدر كلّ صفحة من تفسيره يعني بها : ربّ يسّر بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهمالسلام ـ ، كما مرّ ذكرها ومعناها في مقدّمتنا